ألا يا راحلينَ إلى بلاديحنيني فاضَ يزْفرُهُ جَناني
سلامي لِلْبطاحِ وللروابي
لدارٍ مثلِ أُمٍّ في الحنانِ
سلاماً يا ثرى كُبْسا أجِبْني ١
هَلِ الحسّونُ يسألُ عن مكاني
هَلِ الحنّونُ عندَ السورِ بادٍ ٢
تُجاوِرُهُ زهورُ الأقحوانِ
ومدرستي أتذكُرُ وجهَ ليلى
وكنتُ مليكةً بينَ الحِسانِ
ومشمشُ جدِّنا نغزوهُ عَصْراً
وحامِضُهُ يطيبُ بِهِ لساني
إذا ما ودَّعَتْ شمسي البرايا
أُسِرُّ لِلَوْزتي مِمّا أُعاني
ويا ابنَ العمِّ كنتَ رفيقَ يومي
وكنتُ أظنُّ لا يقسو زماني
وكم شِعْرٍ كتبْنا عن هوانا
وغَرّتْنا حياتي بالأماني
فكم ذكرى مضمَّخَةِ الحنايا
أُلَمْلِمُها وما طيفٌ عَداني
طُيوفُ أحِبَّتي تهْمي بِروحي
نسيماً طيِّباً حلوَ المعاني
هناكَ العيشُ يمضي في نعيمٍ
تمُرُّ سنينُهُ مرَّ الثّواني
وما أحدٌ بِبَلدتِنا غريباً
ولا خصمٌ تعدّى وازدراني
إلى أن حلَّ ليلٌ واستُبيحَتْ
دياري آهِ قد أرْخَوْا عِناني
فأولادُ القرودِ بَغَوْا عَليْنا
وأقصانا يئنُّ مِنَ الهَوانِ
إلى أنْ ثارَ فِتْيَتُنا النّشامى
وهبّوا بالحجارةِ والسِّنانِ
أُسودٌ ليسَ يُرْهبُهم سلاحٌ
وقد رضِعوا حليبَ العُنْفُوانِ
وتلكَ قوافلُ الشّهداءِ تَتْرى
لها الأمجادِ في أعلى الجِنانِ
غداً لا بدَّ مِن نصرٍ قريبٍ
ونحظى بالسكينةِ والأمانِِ
...
١.. كبسا / اسم المنطقة الجديدة في بلدتنا أبوديس حيث يسكن أهلي.
٢ .. حنون / نوع من الزهور البرية تشبه شقائق النعمان
شعر ليلى عريقات
البحر الوافر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق