الذّبابةُ المتهوّرةُ
الشّاعر السوري فؤاد زاديكى
ذُبابةٌ حقيرةٌ تطيرُ في فَضائِي
تَقَصَّدَتْ أذِيَّتِي, فَعَكَّرَتْ صَفائِي
تحومُ حولَ سُفْرَتي وفوقَ كُوبِ مائِي
نَصَحْتُها بِطِيبَةٍ وخالِصِ الرّجاءِ
فقلتُ يا ذُبابةً أَتَسْمَعِي نِدائِي؟
أُريدُ أنْ تُغادِري بِسُرعةٍ سمائِي
فَمَا مَرَحَّبٌ بكِ, وفيكِ بَعضُ داءِ
غُرورُها أجابَنِي بمنطقِ الغباءِ
رأيتُ طيشَ جَهلِها مُخالِفًا عَزائِي
فَحَلّقَتْ بِخِفَّةٍ وأصبحَتْ ورائِي
مُصِرَّةٌ على الذي بالبالِ مِنْ بَلاءِ
كأنّها بِظَنِّها أميرةُ النِّساءِ
راقَبْتُها, حايَلْتُها بِمُنتهى الذَّكاءِ
غافَلْتُها بِضَربةٍ كضربةِ الجَزَاءِ
أصَبْتُها بِدِقَّةٍ على مدى الهَواءِ
قَتّالةٌ شديدةٌ بالفَتكِ كالقَضَاءِ
تَمَزّقتْ أحشاؤها لِيَنْتَهِي عنائِي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق