على هالةٍ من نورِ في واحةِ السَـمَـرْعلى مُزنةٍ حُبْلـى مِن الغيث والمطرْ
أتتْ ربةُ الحُسْنِ العظيمِ بنـورِها
تُنافسُ نورَ الكونِ والشمس والقمرْ
قوامٌ لها كالغُصْنِ ما مال وانثنى
ونورٌ كـنُصْعِ الثلج مـا نالـه بَشَـر
بأجفانِها جنّاتُ حُسْنٍ وروضـةٌ
ولا يدرك الجَنّاتِ إلا أولو البَصَر
شـفاهٌ به شُـهْـدٌ سُلافٌ مُخـمّـرٌ
وفي وجهِهَا بَدْرٌ إذا لاحَ أو ظَهَـرْ
تمدُّ رحيقَ الزهـرِ من ذَفْر مِسكِهِا
وتُغري جفونَ الوردِ والزهر والشجرْ
كإنشودةٍ غَنّاءِ يشدو بها الضُـحى
فيرقُصُ مِنْ نَغْمَاتِهـا العُودُ والوترْ
يتوقُ إليها الماءُ من كُـلِ جَـدولٍ
وتشدو لها الأطيارُ في الليلِ والسَحَر
هي اليُوحُ في صبحٍ هي البدرُ في الدجى
هي اللولُ والمرجانُ والدّرُ والدرر
هي السلسبيل العذب يشدو خريره
هي الروح والريحان فواحة الأثر
لها في مُقامِ الروحِ قصرٌ وروضةٌ
لها في رُبـى قلبي مَقَرٌّ ومُستَـقَـرْ
ألا إنها بحر عمـيـق من الجوى
على شَطّها قلبي بـمرساته بَحَـرْ
على كلِ خُوْد ِالأرضِ قد نالت الأُلى
وكـل جمـالٍ بعدهـا مات واندثر
أسامة الرضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق