أنا الخنساءُ أبكيتُ المحاجرْنظمتُ الشعرَ سَبكاً كالجواهرْ
و صارَ الشعر مزهواً بحرفي
و ماجَ الكلّ من ألقِ المنابرْ
عكاظٌ عهده ولّى و إنّي
على الأطلالِ واريتُ المحابرْ
فَلَو أنِّي مَلَأَتُ الحَرفُ حِبراً
لَفَاحَ الشِّعرُ مِنْ بَيْنِ الدَّفَاتِرْ
كَفَانَا نَشْرَبُ التَّارِيخَ خَمْرًا
ونَنبُشُ مَنْ تَوارَوا فِي المَقَابِرْ
كَفَانَا نذرِفُ الآهاتِ دمعاً
ونَنزِفُ مَا تَبَقَّى فِي المَحَاجِرْ
لَنا الأيَّامُ نسرِجُها شُعُورًا
ونُسكِرُ مِن قوافينا الخمائِرْ
ونعلو ثُمّ نعلو ثُمّ نعلو
ونسدِلُ فَوْق ماضينا السَّتَائِرْ
وَلَكِنْ مَا يُؤَرّقُنِي وَشِعرِي
بِأَنَّ الفَأْرَ صَارَ بِهِ يُتَاجِرْ
وَقَد عَرَّى جَمِيلَ الْقَوْلِ حَتّى
غَدا كَالهِرِّ مَقلومَ الأَظَافِرْ
بِلَا وَزْنٍ وَلاَ رُوحٍ وَمَعنَىً
وَزادَ السُّفْهَ أَنَّ بِهِ يُفَاخِرْ
وَأَنْكَى بَل وَأَنْكَى أَنَّ قَوْمًا
تَشَظَّتْ فِي قُلُوبِهِمُ الضَّمَائِرْ
فراحوا يَرْفَعُونَ لَه مَقَامًا
مُجَامَلَةً لتعلوهُ البَشَائِرْ
وَقَد غَفَلُوا بِأَنَّ الْقِردَ مَهْمَا
تَسَتَّرَ فِي ثِيَابِ الأُسْدِ سَافِرْ
وَيَختِمُ تَحتَ مَا ارْتَكَبَتْ يَدَاهُ
ألا يا قَومُ صِرتُ اليَوْمَ شاعِرْ
أمل كريم وسوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق