قصة مأساةكلمات فضل الفلاحي
قـفـا نضـحكْ عـلى شـرِّ البلـيَّةْ
من الصبحِ المبينِ إلى العشيَّةْ
قـفـا نضـحكْ لأنا سـوفَ نبكي
عـلى الوطـنِ الممزقِ والرعـيَّةْ
تَضـاحَـكْنا على البـاكي عـلينا
ودُسـنا فـوقَ أدمـعِـهِ الـزكـيَّةْ
فذقنا كأسَ ضـحكتِنا حـميمًا
ونُحْـنا بعـدَ أن صـرنا ضـحيَّةْ
أتى من ليسَ يرقبُ في دمانا
مـواثيـقَ الـعـهـودِ ولا وصـيَّةْ
أتوا لا يقـبلون سـوى ذويـهم
ومَن مَلَكَ الأصـولَ الحيدريَّةْ
بلادي قد غشـاها ليـلُ جـهـلٍ
تجـاوزَ جهلَ عـصرِ الجـاهليَّةْ
بنـوها أصـبحـوا فـيها عـبيدًا
ويحكمُـهـا مجـاهـيلُ الـهـويَّةْ
ويحـتسبونَ أنفـسَـهم طـيورًا
مـنَ الـجـنـاتِ طـاهـرةً نـقـيَّةْ
يـهـزونَ الـمـنـابـرَ بـالـفـتـاوى
وهـم لا يحـفـظـونَ الأبجـديَّةْ
منَ الآصالِ حتى الفجرِ وصلًا
يظلُّ ذوو الـعـقـولِ الألـمـعـيَّةْ
جـثـاةً يكـتبـونَ مـحـاضـراتٍ
ويقـتبسـونَ هَـديَ المرجـعـيَّةْ
ليصـعدَ كلُّ شـيخٍ فوقَ جذعٍ
فـيـقـرأَ خـطـبـةَ لا مـنـطـقـيَّةْ
وعـيدًا للذين عصَـوا هـواهـم
وما قـبلـوا ابتـداعَ الطـائفـيَّةْ
ووعـدًا بالـجنـانِ لـتـابعـيهـم
وفي النـيرانِ يحـترقُ البقـيَّةْ
أُسِـرْنـا بـيـنَ أفـظـاظٍ غـلاظٍ
قسـاةٍ يتـقـنونَ الـعـنـجـهـيَّةْ
تَوَلَّوا أمـرَنا من غـيرِ شـورى
بـشــرعٍ خـلَّـفَـتْـهُ الــبـربـريَّةْ
وبـينَ مسـاومينَ نسُـوا بلادًا
هوَتْ في الجبِّ تنتظرُ المنيَّةْ
وهم فوقَ الأرائكِ في سباتٍ
على فرشِ الهوى الإستبرقيَّةْ
فـلا مـرحى بمـن وُلُّـوا عـلينا
ولا مـرحى بتـجـارِ الـقـضـيَّةْ
كِلا الطرفينِ مغضوبٌ عليهم
فهمْ فـوقَ الـثرى شـرُّ الـبريَّةْ
بلادي يا هوى قـلبي وروحي
ومِن ربِّ السـما أغـلى هـديَّةْ
بلادي سـوفَ يفنى كلُّ طاغٍ
وتـبـقـينَ الـعـزيزةَ والـقـويَّةْ
ستنتصرينَ أنتِ وعن قريبٍ
ستندحرُ الحـشـودُ الأجنبيَّةْ
ستخْضرُّ السهولُ معَ الروابي
ونقـتطفُ العـناقـيدَ الـجَـنـيَّةْ
ونـنـعـمُ بـالأمـانِ بـإذنِ ربـي
وتختنقُ الجـموعُ الفوضويَّةْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق