العشق الممنوعكلمات فضل الفلاحي
أنتِ الـيراعُ وأنتِ الـحـبرُ والـورقَةْ
أنتِ الحروفُ التي باللوحِ ملتصقَةْ
أنتِ الـبيانُ الـذي يهـدي مخيلتيي
غـيثَ الـبـلاغةِ من أمـزانِهِ الـغدقَةْ
أنتِ ابتـهاجةُ صـبحي أنتِ نسـمتُهْ
وريحُ ريحـانتي الـفـواحةُ الـعـبـقَةْ
إليـكِ مـالَ فـؤادي وانحـنى شـغفًا
أوىٰ إلىٰ صـدرِكِ الجذَّابِ فاعـتنقََْهْ
فـتنتِ قـلـبي وأشـعـلتِ الغـرامَ بهِ
فصـرتِ مـنبـعَ إلهـامي ومـنـطلَـقَهْ
بالروحِ أفديكِ يا سمعي ويا بصري
ويا دمًا في عـروقي قد رأى طرُقَهْ
أهواكِ رغـمَ عـرائي رغـمَ مسـغبتي
ورغـمَ قسـوةِ أهلِ النهبِ والسـرقَةْ
ضـاقتْ معيشـتُنا ضـاقَ الفضاءُ بنا
كـأنما السـبعُ فـوقَ الأرضِ منطـبِقَةْ
مـا ذنـبُـنـا يا بـلادي ما جريـمـتُـنـا
نعيشُ في كنفِ الأنجاسِ والفسقَةْ
من قـبلِـهم جـنةً خـضراءَ كـنتِ لنا
وصِرتِ في ظِلِّهمْ جدباءَ محـترقَةْ
ماذا جـنينا لنحـيا العـمـرَ في نكـدٍ
مـسـتعـبدينَ بـلا رفـقٍ ولا شـفـقَةْ
نقـتاتُ مِـن فضـلاتِ الناهـبينَ لـنا
كـأنمـا هـيَ مِـن أمـوالِـهـم صـدقَةْ
مـحـرمٌ كـلُّ مـا تـهــواهُ أنـفـسُــنـا
كـمـيْـتـةٍ مِـن تـردٍ أو كـمـنـخـنـقَةْ
مِـن يرتـفـعْ صـوتُـه مِـنـا بمـظلـمةٍ
يكمـمـوا فـمَهُ أو يَقـطـعـوا عُـنـقَهْ
مِن نارِ إبليسَ أوتوا جذوةً ومشَوا
كأن هـامـاتِهم للـسـحبِ مـخـترِقَةْ
لا كبرَ فالناسُ في الدنيا سـواسيةٌ
وكـلُّـهـم مِـن ترابٍ ثـمَّ مِـن عـلـقَةْ
لا فـرقَ بـيـنَ أمـيـرٍ وابـنِ جـاريـةٍ
لـن يـقـبـلَ اللهُ إلا مـؤمـنًا صـدقَهْ
لـكـنْ هـنـالِكَ مَـن هـانتْ كـرامـتُهُ
طـوعًا يُـقَـبِّـلُ أقـدامَ الـذي خـنقَهْ
يعيشُ مِن أجلِ مرضاةِ المُهينِ لَهُ
ويـتركُ الأهـلَ لا مـأوىٰ ولا نـفـقَةْ
يظلُّ كالجـذعِ طولَ الليلِ منتصبًا
سهرانَ يحرسُ أموالَ الذي سرَقَهْ
يغوصُ في بحرِ مَن عابوا سفينتَه
وأتلـفـوهـا لـكي يلـقـىٰ بهـا غـرقَهْ
كم مِن قتيلٍ أضاعَ العمرَ معتصمًا
بقـاتـلـيهِ وبالـحـبـلِ الـذي شـنـقَهْ
يا ربِّ قد بلغَ السيلُ الزُبىٰ وطغىٰ
عـلـى الأعـزةِ والأخــيـارِ مـرتـزقَةْ
يا ربِّ أشـكوكَ ما قاسيتُ مِن ألمٍ
مـا لي بغـيرِكَ ياربَّ الـعـبـادِ ثـقَةْ
يإستُ مِن كلِّ مَن حولي ونجدتِهم
ومِـن قلـوبٍ لهم صـمـاءَ مـنـغـلـقَةْ
كيأسِ مبعوثِ أهلِ الكهفِ إذ رَفَضَتْ
كلُّ الـحـوانيتِ في أسـواقِـهـم ورِقَهْ
أنَّىٰ وطأتُ بأرضي موطئًا وفَدَت
إليَّ أقـسى كروبُ الدهرِ مـنطلِقَةْ
عَمَّ الظلامُ وغابَ النورُ عن بصري
وطالَ عيشي بليـلٍ مكتسٍ غسقَهْ
جـريمتي أنني أهـوى ربى وطني
وأن قلبي مِن الأعماق قد عشـقَهْ
لكنْ سـأمضي بِدينِ الحقِّ ملـتزمًا
مسـتمسِـكًا بعرى إسـلاميَ الوثِقَةْ
أقـولُ قَـولي وأرجـو اللهَ مـغـفـرةً
مِن كلِّ ذنبٍ بفـعلٍ أو فـمي نطـقَهْ
وأحـمـدُ اللهَ في حـزنٍ وفي فـرحٍ
وأسـتعـيـذُ بهِ مِـن شـرِّ مـا خـلـقَهْ
سبحانَ ربِّ السماواتِ التي رُفِعتْ
سـبعًا ولستُ أرى مِنها سوى طبقَةْ
ثمَّ الصلاةُ على الهادي البشيرِ ومَن
مِـن قـبلُ مِن أنبياءِ اللهِ قـدْ سـبقَهْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق