قصيدة بلا عنوان.............. بقلم سهام بعيطيش
تَبْكي على خَدِّ الثَّرى الأشْعارُ
وتنامُ في جَفْنِ السَّما الأمْطارُ
لا غَيْثَ يُنعِشُ في القِفارِ قَوافِلي
إلّا الشُجونُ تَسوقُها الأَقْدارُ
رَمْلٌ كَثيرٌ جاثِمٌ مُتَقلِّبُ الأَحْوا
لِ تَخْشى هَوْلَهُ الأَبْصارُ ( م)
نخْلٌ تَفاوَتَ طولهُ كمواجِعي
قَصُرَتْ على أطْرافِهِ الأَعْمارُ
وخِيامُ شَوْقٍ تَسْتجيرُ بِبعْضِها
مَلَّتْ نَحيبَ عِمادها الأوْبارُ
هذي رَبابَةُ نَبْضِنا مَوْؤودَةٌ
فَتَيتَّمتْ مِنْ بَعْدِها الأَوْتارُ
قُطعانُ أفْئِدةٍ تُساقُ لِحَتْفها
يَلْهو بها النّخاسُ والتُّجارُ
بيعَتْ على شطّ الزَّمانِ بِضاعةً
هلْ أنْصَفَتْها يا تُرى الأسْعارُ؟
لا شيْءَ يَسْكُنُ هاهُنا غيري أنا
حَجَرٌ وحيدٌ ، أيْنَها الأَحْجارُ ؟
صَمْتٌ يطوفُ بداخِلي مُتجَنِّدٌ
ُشَهِدتْ على خُطُواتِهِ الآثار
نَجْمٌ شماليٌّ يُقيمُ بأَعْيُنِي
وَتُقيمُ في عَيْنِ المَدى الأَقْمارُ
ظِلِّي كَئيبٌ لا يُراوِحُ مَوْضِعًا
خانَتْهُ في كَنَفِ الدُّجى الأَنْوارُ
كَأْسٌ لِكَأْسٍ والمَواجِعُ عَلْقَمٌ
الحُزْنُ باقٍ والكُؤوسُ تُدارُ
بَرْدٌ تَسيَّدَ واسْتَبَدَّ بأضْلُعي
ُفتجَمَّدَتْ في خافِقي الأنهار
أنْسامُ ليْلِ الحالِمينَ مَعازِفٌ
يَشْدو على ألْحانِها السُّمَّارُ
والصُّبْحُ إِنْ ألقى القصائِدَ مرَّةً
صحِبَتْهُ في أنفاسهِ الأَعْذارُ
في مُقْلَةِ الأُفُقِ البَعيدِ سَحابَةٌ
مَفْتونَةٌ وتَحوطُها الأَسْرارُ
تَمْشي على خَطْوِ الحَبيبِ وإِنَّها
تَهْوى وتَعْشَقُ مِثْلنا وَتَغارُ
العُشْبُ مَبْسوطُ الجَناحِ تَراقَصَتْ
أَهْدابُهُ وتمايَلَ النُّوَّارُ
شَمْسٌ تُطِلُّ على الرُّبى مِنْ شُرْفَةٍ
غنَّتْ لها ( غنّى الهوى) الأنْظارُ
فترى خُدودَ الوَرْدِ يَلْثمُها النَّدى
وتَرى الطيورَ تَضُمُّها الأوْكارُ
تَشْتَمُّها منْ بَعْدِ طولِ تَغَرُّبٍ
شوْقٌ تُفَسِّرُ سِرَّهُ الأَشْجارُ
04 / 10 / 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق