قصيدة ( في انتظارِ الغيثِ )........
سنةُ الغيومِ كأنَّها لم ترحلِ
فالوحلُ يلصقُ بالحذاءِ الموحلِ
تبقى على مرِّ الزَّمانِ ندوبُها
كعلامةٍ للجُرحِ لمَّا تنجلِ
يا ليتها تُمحَى بمسحةِ بلسمٍ
تحنو علينا في الزَّمانِ المُقبِلِ
أنا في انتظارِ الغيثِ مِنْ كفِّ السَّما
أدعو الإلهَ وقد بسطتُ تَذَلُّلي
يا ربِّ إنَّ النَّاسَ تشكو فاقةً
ثَقُلَتْ همومُ الخلقِ فوقَ الكَلْكَلِ
حتَّى رأيتُ النَّاسَ حالةَ سعيِهم
كالنَّارِ تلهثُ نحوَ قعرِ المرجلِ
خطفَ الفسادُ الزَّادَ مِنْ أفواهِهم
كالنَّسرِ حطَّ على الفريسةِ مِنْ عَلِ
بات الخلائقُ عندَ كلِّ مُلِمَّةٍ
نارًا تلظَّى أو جحيمًا يصطلي
يتعجَّبون ويسألون عن الَّذي
جلبَ الخرابَ كحاصدٍ بالمِنجَلِ
كانت بساتينًا يرفرفُ حولَها
طيرُ المنى مُتَرَنِّمًا كالعَنْدَلِ
والآن أضحت بالفسادِ كأنَّها
لم تغنَ يومًا في الرَّعِيلِ الأوَّلِ
لملمْ جراحَكَ وانتظرْ شمسَ الضُّحى
سيعودُ يومًا شدو ذاكَ البلبلِ
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق