نذير الشيب في خريف العمر:
غزا شيبٌ فألمح باكتئاب
ينبّئنا بألوان العذابِ
بياض الشيب يُنذر بالمنايا
يُذكّرنا بأحضان الترابِِ
يحطّ الموت مرساه قريباً
لينقلَنا إلى شطّ الغياب
فكم من ذي ثراءٍ قد تمادى
فكان مصيره هجْرَ القباب !
و كم من بناءٍ صلبٍ منيعٍ
تهدّم ركنُه دون الصحابِ !
*************
تساقطَ من غصون العمر صفراً
وُرَيْقاتٌ على أرض اليبابِ
و طار هزارُ عيشٍ كان حلواً
و شاخ الغصنُ مذبولَ الإهابِ
و غارت في ثنايا الأرض جوفاً
ينابيعٌ تماهت في التراب
أيا أوقاتَ عمرٍ قد تلاشى
و يا وهْجَ المباهج و التصابي!
و يا عهد الصِّبا ولّى.. وداعاً !
و ما الدنيا سوى جسر المآبِ
متاعٌ زائلٌ يضحي خراباً
فيا عجبي.. لهاوٍ للخرابٍ !
فيا إنسانُ.. عذراً منك.. مهلاً !!
فلا يغررْك مكنون السراب
ستجري مثلَ سيلٍ إثر غيثٍ
ليخفى بين أطواد الهضاب
تسير إلى مصبٍّ غير ضحلٍ
لتغدو فوق أمواج العُبابِِ
تغيب الشمس في ليلٍ بهيمٍ
لتشرق من جديدٍ كالشهابِ
و إن أفلتْ شموسُ الروح يوماً
فلا فجرٌ إلى يوم الحسابِ
فإمّا في نعيم الخلد تزهو
ترى النُّعمى و خيراتِ الثواب
و إمّا في لظى النيران تُكوَى
تسوم الخزي في سوء العقابِ
فأشرقْ في رحاب الأرض شمساً
و كن قمراً يضيء على الروابي
**********************
محمود أمين آغا....بحر الوافر
بتاريخ:٢٠٢٢/١٢/٣١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق