لو درى إلفي ما بقلبي وما بيمن حنينٍ ولوعةٍ ووصابِ
وعيونٍ مُذ غاب عَنِّي سهارى
وشبابٍ لم يَجْنِ إلا عذابي
لأعاد الذي بكى يتغنَّى
بليالي الصبا وعهد التصابي
أيها النائي في غيوب غرامي
زر فؤادي كم بتُ أُحْصي اغترابي
وطريقي ما عدتُ أدري طريقي
كم شربْتُ الضنى بكفِّ السرابِ
هل لنا كأسٌ في الهوى نرتويهِ
أم نَحَتْ بي غدراً رياحُ الغيابِ
فغدونا حُلْمَينِ خلف الحنايا
ومرايا اللقاء نَعْسى ببابي
أيهذا الغافي على جمر نارٍ
فُكَّ قيدي : سِكِّينهُ قد ثوى بي
وتعال الْتَجئْ بعهد التمنِّي
دون وصلٍ بغير حُلم اقترابِ
ودع الشوق بين أوهام ليلي
يكتوي كُلما دعا للإيابِ
لا تُزكِّ الجمال منه أُعاني
واخْتبئْ من حرائقي بترابي
كُفَّ عنِّي غيَّ الفؤاد ودعْني
من حبيبٍ حُلو السمات مُرابي
أيها الزائرون لي ولجرحي
أيها الغائبون من في اكتئابي
أ يرانا سُمَّار ليلي سكارى
أم حيارى أنىَّ أراه جوابي
من يقل لي: أنت الذي ابتعْتَ : رَدِّي
لا تلمني؛ قد نلتُ بعدُ عقابي
من يقل لي: أنت الذي اشتقْتَ : رَدِّي
لا تزد في جرحي؛ دريتَ مُصابي
كلُّ طيرٍ في أيكهِ يَتهنَّا
وقطاف الثغر بغير حسابِ
فلقاء الحبيب حُضن حبيبٍ
كلقاء النار بقطْر السحابِ
وثمار الخدود تَدْنو لجانٍ
بنسيم الرضا وشهْدٍ مُذابِ
وأراني جَنيتُ كل ظنونٍ
أسْكنتْني بِرَهْوِ بِيضِ الربابِ
فأنا ما قَطفتُ غير جراحٍ
أهْلكَتْ لي ربيع زهو الشبابِ
عبداللطيف عباده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق