مقابر الحيوان
جعلوا البطونَ مقابر الحيوانِ
وعقولهم شردتْ مع الغلمانِ
وطباعهمْ جُبلتْ بروثِ طريدةٍ
من بولِها نهلوا نهى الإيمانِ
صرحٌ من الذكرى تهدمَ سقفهُ
وانهارتْ الجدرانُ بالأزمانِ
وتفتقَ الثوبُ المواري عورةً
نزفَ الفضيحةَ من فمِ الوجدانِ
يا صخرُ كمْ كُسِرتْ عليكَ شقاوتي
والرملُ يصنعُ أكبرَ الكثبانِ
من همسِ تاريخٍ مضى متجدداً
بينَ النعيمِ ونارُ جمجمةٍ تعاني
هلْ أفلحَ الصبحُ الطويلُ بنورهِ
أمْ ناقضَ الأسرارَ بالإعلانِ
بحديقةٍ قامَ الوجودُ بغرسها
أعنابها من خمرةِ الطغيانِ
وبلادُ اهلِ الأرضِ من تكوينها
تغفو على أملٍ مع الطوفانِ
نهشتْ ضروعَ الأمهاتِ حنينها
برضاعةٍ تمتْ على الكتمانِ
فإلى متى كالدودِ نفرغُ صبرنا
بموائدٍ تُرمى إلى القيعانِ
ماتتْ على بابِ الأميرِ كرامةٌ
وتحنطتْ بالذلِ والخذلانِ
منصور عيسى الخضر
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق