ما ذي الخيام؟.....................
وقفتُ في منبج الزوراءِ أسألُها:
ما ذي الخيامُ التي ينمو بها العددُ
قالت:بيوتي استبيحتْ والغزاةُ بِها
والقومُ تَحتَ خِيامِ الذلِّ قَد رَقَدوا:
والبحتريُّ بكى والفاطميُّ شكا
حتى الفرات أتى من مائهِ مَددُ
وَعادَ عَبسٌ وذبيانٌ لِحَربِهُمُ
أمًَا البسوسُ فبالأحقاد تَتَّقِدُ
حتى خيولُ بني حمدانَ قدْ نَفَقَتْ
مِن هَولِ ريحٍ أتَتها وهيَ ترتعِدُ
نَحتاجُ سيفَ صلاحِ الدينِ ينقِذُنا
مِنَ الربيعِ الذي جاءتْ بِهِ (قَسَدُ)
صِرنا عبيداً لَهُم.... فالماء ماؤهُمُ
والنفطُ نَفطُهُمُ ..والخبزُ يُفتَقَدُ
حتَّى سيوفُ بني مروان قد صَدأتْ
وَظُلمِ حَجَّاجِهِم ما زالَ يُعتَمَدُ
نَقفورُ حاصَرَ هاروناً بِرقَّتِهِ
وَراحَ يَطلبُ دِيَّاتٍ لِمَن فُقِدوا
وَبابُ بغدادَ في مِزلاجِهِ صَدَأٌ
وَقصرُ هارونَ كوخٌ ما لَهُ عَمَدُ
قَدثَقَّبُوا الأرضَ واحتلوا حضارتنا
وَصَدَّرُوها فَضاعَ الجدُّ والولدُ
كُلُّ اللصوصِ استَقَرُّوا في مرابعنا
حَتَّى هِرَقْلُ وَكِسرى ضدّنا اتَّحَدوا
والتًُركُ قَد قطعوا ماءَ الفراتِ لِذا
جاءَ الهوانُ وَراحَ العِزُّ يَبتَعٕدُ
هَذا ( أبا طَيِّب)ٍ صَحَّتْ نبوءتهِ
هُنّا وِصرنا بهذا الذُلِّ نَعتقِدُ
ما عادَ يؤلِمُنا جُوعٌ ولا عَطَشٌ
ولا هَوانٌ ولا جرحٌ وَلا رَمَدُ
بِئسَ العقول التي ترسو بِهامتنا
حتى غدَونا على الأغرابِ نعتمِدُ
أَمَا سمِعتم بِقولٍ قيلَ قَبلَكُمُ
( إنَّ الخرابَ مُقيمٌ حيثما وُجِدوا)
تَفنى الشعوبُ إذا عَمَّ الغباءُ بِها
أن يُهدَمَ الفكرُ لا أن يُهدَمُ الجَسَدُ
أقولُ: يا رَبُّ يا رَحمٰنُ يا أَحَدٌ
يا حَيُّ يا نَاصرَ المظلومِ يا صَمَدُ
أرفَعْ بلاءَكَ عَن أهلي وعن وطني
حتى يعودَ إلى عليائِهِ .....البلَدُ
......................
أبو مظفر العموري
رمضان الأحمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق