........ نارٌ بلا نور........
ماضٍ على ماضٍ كئيبٍ غابرْ
وكأنّ أمسي حاضرٌ في الحاضرْ
أنا كلما بلسمتُ جرحيَ زادني
ألماً ونزفَ دمٍ غزيرٍ ثائر
إحدى يديّ على جراحي ترتجي
رقعاً وليس لما تُرجّي خاطر
وتحاول الأخرى على عكازتي
-رغم ارتعاشتِها- خداعَ الناظر
محدودبٌ ظهري وحَملي فوق ما
يتحمّلُ الرجلُ الشديدُ الصابر
أنا أول الباكينَ من نار الجوى
ومع امتداد الدمع أبقى الآخر
أنا كلما أطلقتُ نوحيَ موجعاً
قالوا جميعاً : يا لهُ من شاعر
تتناقلُ الكلماتُ نعيي كلما
رأتِ احتضاري . يا لَحظي العاثر
بيني وبين مشاعري نزفٌ إذا
عاتبتُهُ قالت : عليلٌ ساخرْ
وهوىً بعيدُ البَونِ دونَ وصالِهِ
عنقاءُ تسبحُ في فضاءٍ نافرْ
إن لاح لي أفقٌ ببسمة مسلمٍ
برزَ الأسى ظلماً بوجهٍ كافرْ
وتجهّمت كل الجهاتِ كأنّها
أعتى عدوٍّ مستبدٍّ جائر
ما عاد لي إلا انتظار بشارةٍ
لغدٍ يعانقني بوجهٍ ناضرْ
1/3/2023
أبو تمام نبيل فيروز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق