《وشيج》
١.. حديثُ القلبِ قد أضحى عُجابا
حكايا مَن سلا عمري وغَابا
٢.. ومهما غاب عن عينيَّ يبقى
إداماً ليس يحتاجُ الشّرابا
٣.. وذكراهُ التي في الليلِ تبدو
كما جَمرٍ ، وما حَرَقَ الّلبابا
٤.. أتوبُ عن الهوى صَبّاً بِعَصرٍ
وما قلبي بِليلِ السُّهدِ تابا
٥.. وها قد صِرتُ بعد الهَجرِ مُضنى
أذوقُ مرارةَ العيشِ اغترابا
٦.. وذا نبضي من الأشواقِ يغلي
كَمَسْجونٍ وقد ألِفَ العِقابا
٧.. أعيشُ الحُلْمَ في نومي شفيفاً
وما بعد الكرى، ألقى سرابا
٨.. وما في العينِ من دمعٍ يُندّى
فقد نَضَبَت، وما أبقَت نِصابا
٩.. وصبري كم تُعارِضُهُ شجونٌ
أبَت أنْ تَتْرُكَ الغافي مصابا
١٠ .. وحرفي لا يناصرُني وأمسى
نزيفاً في صدى الوجدانِ خابا
١١.. وذاك الحُسنُ ينقلُني بِكُلِّي
إلى ما لذَّ في الماضي وطابا
١٢.. كما غيثٍ على جَفْرٍ تهمّى
أحالَ الرّملَ في البيدا تُرابا
١٣.. وحتى بعد كِتماني لِحُزني
فما تُخْفي أمانيَّ الصّبابا
١٤.. وما يَجني ثِمارَ العشقِ غِرٌّ
إذا ما قَدَّ من قُبُلٍ شِهابا
١٥.. ولا مَبنى لِمَن عقَّتهُ نَفسٌ
إلى أنْ خَلَّفَت فيهِ الخرابا
١٦.. أنا والله لم أُخلِفْ بِوَعدي
وما أعلنْتُ في الودِّ انسحابا
١٧.. سأنسى نَزفَ أقلامي تِباعاً
وأُخفي في مدى اللقيا عِتابا
١٨.. وأعرِفُ أنّ لي عنهم سُؤالاً
وكم أشقى - فما ألقى جوابا
١٩.. وأعرِفُ أنّ لِلمَهوى ذَنوباً
وأمشي صَوبَهم بِيداً وغابا
٢٠.. وأعرِفُ أنّ في المَلقى حدوداً
لِمَن في الحُبِّ لا يخشى صِعابا
٢١.. وأعرِفُ أنّ لِلمُضنى مِشاجاً
وشيجاً حين يغترفُ العذابا
٢٢.. وما لِلعِشقِ مَأناةٌ بِقتلي
ولمْ يُشفِقْ، ولمْ يُبْدِ انتحابا
٢٣.. ولولا شاطىءُ الأرواحِ فينا
لَما أرسَت سفينُ الشّوقِ نابا
٢٤.. دعاةُ العشقِ لا يأبَونَ عَوداً
ونبضُ العَودِ لا يعني إيابا
٢٥.. أسيفٌ مَن يفارِقُهُ حبيبٌ
وكم يأسى، وقد ظلمَ الشّبابا
٢٦.. رعاك الله يا قلباً تلظّى
بِنارِ الهَجرِ، لمْ يفقدْ صَوابا
٢٧.. أليس الحُبُّ طلّاعَ الثّنايا
ونبضُ العشقِ يَمتَشِقُ السّحابا!
٢٨.. بلى .. يكفيكَ أنْ رِمْتَ المنايا
وأفنيتَ الحشاشةَ والخِضابا
٢٩.. جِراحُ القلبِ لا تُشفى بِرَجعٍ
إذا ما أعلنَ الجاني ارتكابا
٣٠.. وعِشقُ المَرءِ موصولٌ بِصَبرٍ
على مَن سَدَّ لِلأشواقِ بابا
أحمد رستم دخل الله .. A, R, D
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق