《أمُّ الوفاء》
١.. خُطّي دمشقُ بِالاعتبارِ سُطورا
ومواقِفاً فيما جرى ومَصيرا
٢.. فَعلائمُ الخيرِ القديمةُ واكبت
من قاسيونَ إلى الفراتِ عُصورا
٣.. هيهات .. تلقى في المدائنِ مِثلَها
فَلَقَد أراحَت بِالوفاءِ صُدورا
٤.. نهجٌ بِأهلِكِ يا دِمشقُ مؤكَّدٌ
أولى الصّديقَ وأبعدَ المَغرورا
٥.. أقصَى المُحالَ من الطريقِ فَعُبِّدت
سُبُلٌ تسانِدُ في العطا مَقهورا
٦.. لا لن تزولَ مِن النّفوسِ فِعالُ مَن
أعلوا الشّهامةَ في الوعودِ سفيرا
٧.. فالأرضُ أضحت لِلمروءَةِ مَحفلاً
ومرافِئاً لِلوافدين عُبورا
٨.. سَمَت السُّهولُ وأنبَتَت من زرعِها
ما لا يُجارى خُضْرَةً وزهورا
٩.. لا ما يُقاوَمُ سِحرُها وجمالُها
في بُعدِها يغدو الفؤادُ حَسيرا
١٠.. إنْ حارَ قلبُ السّائلينَ عنِ الثّرى
فالياسمينُ يؤكِّدَنَّ شعورا
١١.. قد أصَّلَ الفلُّ النّقيُّ ربوعَها
بل صاغَ من بابِ السّلامِ عُطورا
١٢.. بِالودِّ ترضى لا بِهَيْمَنَةِ القِوى
لا ترتضي لِلحاقدين حُضورا
١٣.. أشواقُ قلبِ العاشقين تأطَّرت
في وصلِ مَن زادَت بِهِا تأثيرا
١٤.. ما ضلَّ ساعٍ في اتّباعِ حقيقةٍ
ودمشقُ أبدَت بِالدّليلِ ضَميرا
١٥.. يا أخت قلبي هل لنا من رشفةٍ
تَسقي النُّفوسَ من الدِّنانِ سُرورا
١٦.. أنا ما كتبتُكِ في الدّفاتِرِ إنّما
في نبضِ قلبي موطِناً مَحفورا
١٧.. وبَدَعتُ شعراً لا يُبارى عَزفُهُ
أندى المقالَ وجاوزَ التّعبيرا
١٨.. والقلبُ من عشقِ الدِّيارِ مولَّهٌ
يبقى بِأوتادِ الجمالِ أسيرا
١٩.. ما زلتُ في قربِ المنارةِ ماثِلاً
حتى أجدِّدَ بِالوفاءِ نُذورا
٢٠.. وأعُدُّ أيامَ الفِراقِ مرارةً
حتى أعودَ إلى الثّرى مَغفورا
٢١.. وأسيرُ في صَمتِ الليالي مُطرِقاً
أبدو كأنّي لمْ أزُرْكِ شهورا
٢٢.. أشتاقُ لِلنّهرِ الذي قد جازها
بَرَدى يَشُقُّ بِرافديهِ خُدورا
٢٣.. إنْ كان في رَحِمِ الزّمانِ حضارةٌ
هي في دمشقَ ولم تَكُنْ تزويرا
٢٤.. أمُّ الوفاءِ ولا يُشَقُّ غُبارُها
تسمو وإنْ خانَ القليلُ كثيرا
٢٥.. سبحانَ مَن بَدَعَ الصّفاءَ بِأرضِها
لِيكونَ نجماً لِلرِّكابِ سميرا
٢٦.. لِتكونَ لِلدِّينِ العظيمِ منارةً
تُنهي ظلاماً في الورى ونَكيرا
٢٧.. وسَتُشرِقَنَّ شموسُ حقٍّ عندما
لا تُبقِيَنَّ على الثّرى شِرّيرا
٢٨.. وستختفي أُطُرُ الحياةِ تتابُعاً
ونخوضُ من بعدِ الحسابِ مصيرا
٢٩.. تصفو القلوبُ وما يُكدَّرُ صَفوُها
في أرضِ طُهرٍ بُشِّرَت تبشيرا
٣٠.. لِدمشقَ قلبٌ مثلُ قلبي واسِعٌ
ما قِيْدَ يوماً أوْ بدا مأسورا
أحمد رستم دخل الله .. A, R, D
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق