الأديبة د. تغريد طالب الأشبال…………
٤٦ ـ (مكر العدو)
من ديوان(معتقل بلا قيود) ج١
………
أدركتُ لكنْ بَعدَما
رُفِعَ القلمْ
وصحائفي جَفَّتْ
وكادتْ تُختَتَمْ
أنَّ الضميرَ الحيَّ عِبءٌ قاتِلٌ
يأتي لنا بمصائبٍ
فيها ألَمْ
ثمنَ المبادئِ والقِيَمْ
ثمنَ العقولِ الرافِضاتِ غَباءَهُمْ
مُنذُ القِدَمْ
ألَمٌ ألَمَّ بِحالِنا
من وَقعِ تَثقيفِ الثقافاتِ الّتي
قَد دَنَّسَتْ أرقى الأُمَمْ
تأريخَها طِفلاً رضيعاً
في مِهادِهِ لَمْ يَنَمْ
بلْ كانَ شيطاناً رَجيماً قائِماً
يَلهو بِراحَتِنا
وَيَركِلُ بِالهِمَمْ
كانَ ابنُ يَومٍ وادَّعى'
مِن إنَّهُ شيخٌ بتاريخٍ عظيمٍ
قَد زَعَمْ
سَرَقَ الحضاراتِ الَّتي في أرضِنا
وَعَليناَ قَد كالَ التُهَمْ
قاضى' بلادَ العُربِ
زَعماً إنَّهُ
قاضٍ وَلَفَّ حِبالَهُ حولَ الرِقابِ
على القَدَمْ
قادَ الجَحاجِحَةَ العِظامَ بِحَبلِهِ
مِثلَ الأسارى' والغَنَمْ
نَفَرَ الجَميعُ بِوَجهِهِ مُتغاضِباً:
(قَسَمٌ قَسَمْ
نُردِيهِ صِفراً في العَدَمْ)
ـ أقوالُ لا أفعالْ واعتَدنا على هذا النَغَمْ ـ
فَأعادَ تَرتيبَ الحُروفِ مُراعِياً
لِمِزاجِ كُلِّ نَطيحَةٍ
مِن أيِّ جُزءٍ تُهتَدَمْ؟
وأتى' إلينا كالرُمَمْ
أحصى' غَنائِمَهُ
وداهَمَ واغتَنَمْ
مِن حيثُ لا نَدري
ولا أحَدٌ عَلَمْ
طاحَتْ بِنا أُسسُ العَقيدَةِ فَجأَةً
والكُلُّ قَد نادى بِتَحطيمِ القِيَمْ
أدرَكتُ موقِنَةٌ بِأنَّ ضَميرَنا
قَد ماتَ غَدراً دونَ سُمٍّ
أو سِقَمْ
جُهِضَتْ عَقيدَتُهُ بِتَدبيرٍ
فَثارَ على' المبادئِ وانتَقَمْ
فَتَشَتَّتَ الشملُ الّذي
قَد كانَ بُنيانَاً ومَرصوصَاً
وكانَ قَد التَأَمْ
******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق