وداع بصمت بارد
جاءت تودعه بصمت بارد.
قالت وداعا للهوى يا سيدي
هذا قراري فاحترمه ولا تخض
كنها بأمر لا أراه بمسعدي
فلقد حسمت الأمر بعد تمحص
وتركت آلام الهوى للوجد
فزمان أيام الهوى الماضي إنتهى
وزماننا غير الزمان البائد
ولئن أطعت القلب دمرني الهوى
وغدا الشعور أسير وجد وائد
ولربما أضحى كما فقدوا الحجا
وزمانهم أضحى كليل أسود
قال اصمتي لا تكملي ولترحلي
بيني وبينك بعد أفق الفرقد
شتان ما بين الوفا ونقيضه
في مضرب الأمثال إن لم تشهدي
ولترقبي مني إذا لاح السنا
رسما لتاريخ بجل قصائدي
أما أنا فالحب مملكتي ولي
مهد هناك وفجر أنس في غدي
سأظل في أفق الدنى نجما وفي
تاريخها رمزا لحب خالد
يروي الزمان على الزمان قصائدي
في كل عصر ينتهي أو يبتدي
قالت وقد قطعت حديثه حينما
ضجت خواطرها بهم الشرد
يا سيدي عفوا على قولي الذي
لك قد بدا بوحا لقلب جاحد
ما كنت أرجو أن أرك كما أرى
في حال غيظ ذا جنان حاقد
ما كنت أبغي أن أراك كما أرى
في سوء حال تائها عن مقصدي
ولربما الأيام تجمع بيننا
في حلمنا أو صحونا أو في الغد
ولربما التاريخ يرسم أسطرا
عنا بأسفار الزمان الخالد
الشاعر عبد الرزاق شيدت تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق