من بحر الخفيف
الحُروفُ الّتي أَتَتنا وُرودا
ثُمَّ صارَت صَواعِقًا وَرُعودا
قَد أَعادَت أَحلامَنا أَلفَ عامٍ
وَسَقَتنا زَقُّومَها والصّديدا
وَطَوَتنا فَجَرَّدَتنا جَميعًا
وَسَبَتنا طُرًّا وَصِرنا عَبيدا
لَم تَجِد مَن يَقولُ: هذا حَرامٌ
بَعدَما دَجَّنَ ابنُ آَوَى الأُسودا
لَيتَ شِعري كَم حارَني مِن سُؤالٍ؟
كَيفَ يُقصي الزّمانُ فَذًّا سَديدا
ثُمَّ يَرقَى مَن لَيسَ يُدرِكُ فَهمًا
لِنرَى فيهِ حُلمَنا المَنشودا
جُهِّلَ العِلمُ وَاستَباحوا حِماهُ
وَأَضاعوا لِلمُبدِعينَ جُهودا
وَدَنا الجِهبِذُ الحَصيفُ وَأَمسَى
خارِجَ السِّربِ ثُمَّ ناءَ بَعيدا
لَم يَجد في الدُّروبِ إِلّا لُصوصًا
أَكَلوا حَقَّهُ وَصاروا حُشودا
سَرقوا جهدَهُ وَباعوا خُطاهُ
وَأَباحوا دِماهُ كَي لا يَعودا
وَادّعوا الفَضلَ والصَّلاح نِفاقًا
وَلَدَى اللَّهِ يُرهَقُونَ صَـعُودا
لَيسَ فيهِم على الٳخلّاءِ رفقٌ
أَنكَروا لِلٳخاءِ فَضلًا وَجودا
جَرَّدوا المُبدِعين مِن كُلِّ فَخرٍ
حرَموهُم بِالغِشِّ عُمرًا مجيدا
نَسأَلُ اللّهَ أَن يُسَلِّطَ فيهِم
بَأسَهُ وَالعَذابَ وَالتَّشديدا
وليُذِقهُم بِئسَ النَّكالُ وَيَمحو
إثرَهَم مِثلَما أَزالَ ثَمودا
(تدجين الأسُوْد)
بقلمي: عارف حيدرة
29ـ 3ـ 2023م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق