((مراكب الأشواق))مجاراة لقصيدة الشاعر الكبير
عبدالحكيم المرادي
في قصيدته :-
”رَحَلَ الحَجيجُ و لمْ تَزلْ أحداقي
شَجَنًا تَصُبُّ هواطِلَ الأشواقِ“
* * *
رَكِبَ الحجيجُ مراكب الأشواق
وتسابقوا في طاعةِ الخلَّاق
ركبوا على متنِ الغرامِ وحلَّقوا
فوقَ السحابِ على ذرى الأفَاق
شَدُّوا الرِحَالَ توجهوا أم القرى
وأنا العليلُ مكبلٌ بِوثَاقي
نزلوا بمكةَ واستجابوا للندا
وتخلقوا بمكارمِ الأخَلاق
جهلي، ومعصيتي، بُعادِي، غفلتي
عنِّي أقالت: صحبتي بِرفَاقي
أدركتُ أني بالمَعَاصِي مُثقَلٌ
ومُطوقٌ بخطيئتي ونِفَاقي
أدركتُ لكن ما عجبتُ! لأنني
أيقنتُ أني غارقٌ بِشِقَاقي
كنتُ المُسِئ وكانَ ربي عالمًا
ويجودُ بالخيراتِ والأرزَاق
واليومَ لي قلبٌ يحنُ لخَالِقي
وعسى يفوزُ بزورةٍ ولَحَاقِ
وعسى عسى ألّا - أُخَلَّفَ بعدَهَا
وأنالَ مِنْ بعدِ الفِرَاقِ تَلاقي
وأطوفَ بالبيتِ العتيقِ مُلبيًا
طوفَ المُنيبِ، ونفرةَ المُشتَاق
وأُقَبِّلَ الحَجَرَ الشريفَ بِخَدِّهِ
تقبيلَ مُبتهجٍ حظى بعِنَاقي
أنا كلما أخفيتُ فرطَ صبابتي
جادتْ بدمعي في الملأ أحدَاقي
يا نازلينَ البيتَ قلبي مُرهفٌ
والشوقُ يحفرُ في ثرى الأعمَاق
فصلوا صلوا قطعي ولا - تترددوا
وخذوا فؤادي، واستبيحوا الباقي
أو فاجعلوني خَادِمًا لِجَنَابِكُمْ
عبدًا لبعضِ متاعِكُمْ أو شَاقي
أمضي مع رَحْلِ الحجيجِ مُلبِيًا
وأكونُ في شُرْبِ الجِمَالِ السَّاقي
فقد اكتوى قلبي، وزادَ تلهفي
وأشتدَّ بُعدي، وانمحتْ آماقي
وقد استوى عندي نَهارِي والدُجى
حتى بُليتُ، ولامني إشفَاقي
يا مَنْ شرعتمْ في زيارةِ مَنْ لهُ
عُقِدَ اللواءُ، وفازَ بالمِيثَاق
احكوا لهُ عنّي وقولوا: مُدنِفٌ
أَلِفَ الجوى يشكوا مِنْ الإملاق
ألقت به الأشواقُ في أَرحَالِنَا
مِنْ بَعدِ هجرِ أَحِبَةٍ وفِرَاق
باللّهِ يا زوّارَ خيرِ مُعلِمٍ
لا-تضمروا هجري ولا-إزهَاقي
أنتم هوى قلبي، ونبضُ مشاعري
وسماءُ فكري، خاطري، خَفَّاقي
جودوا عليَّا بدعوةٍ أحيا بها
في النائباتِ فكمْ دَمٍ مُهرَاق
لو أنَّ حِبري في ذُرَاكُمْ سَافرتْ
لتعثرتْ مِنْ شِدّةِ الإرهَاق
لكنَّ لي حرفًا جعلتُ بَـيَانَهِ
في مدحِكُمْ كالدُّرِ في الأعنَاق
ضمختُهُ عطفي وصدقَ مشاعري
ليكونَ مثلَ الشمسِ في الإشرَاق
وختمتُهُ بالمصطفى خير الورى
مسك الختامِ، وسيد العُشَّاق
صلى عليه اللّهُ ربي دائِمًا
وبكلِ نجمٍ سَاطعٍ بَرَّاق
والآل والأصحابِ ما ليلٌ دجى
أو سالَ حِبرٌ في ثرى الأورَاق
عبدالملك العبـَّادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق