قيثارة الوجد"""""""
عزفتُ يوماً على جدران قافيتي
لحنَ الخلود وكانَ العزفُ منفردا
لحّنتُ فيها لطير الوجد أغنيةً
فيها ترنّمَ بالأنغامِ حين شدا
قسّمت فيها فنون العشقِ مُجملةً
فقُسِّم القلبُ من أفنانِها قِددا
في ليلةٍ من ليالي العمرِ أحسبُها
والبدر فيها كما الدّريُّ حينَ بدا
ألّفت سفراً من الأحلام أنقشُه
في الصدر نقشاً على جدرانه وُصدا
ورحتُ أشدو على الأفنانِ من طربٍ
والهمُّ غادرني والقلب قدْ سَعدا
في وصف غانيةٍ قد زانها دلعٌ
والعين ما نظرتْ من مثلها أحدا
خالٌ على الخد كالياقوت معدنه
والشعر داجٍ بعتم الليل قد رقدا
والقدّ منها يحاكي الريمَ خطوتُهُ
تسبي العقولَ بحسنٍ زانها أمدا
أستلُّ سيفي كيْ أغزو مفاتنها
والقلب مضنىً وفي أرحابها لُحِدا
حارت عقول الورى بالحُسنِ وانبهرت
إذا راح قلبيَ في أوصافها غَرِدا
عشقتها يافعاً والشّيبُ كلّلني
ويانعُ العودِ عنّي راحَ مُبتعدا
قيثارة الحب في الأذهان مكمنُها
مِن مثل قيثارتي في الكون ما وُجدا
دقّت معالمُها عن كلِّ ذي عمهٍ
إذ بات جاحدُها في غيظه كمدا
أوتارُها من صميم القلب قد نُسجت
فاقتْ على العُود في أوتارها عددا
محمود علي علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق