يوم الرّحيل
يومَ الرّحيل دعا الفؤادُ أحبّةً
سكنوا شغافي أنجما ً وتعلّلوا
شغلُوا القلوبَ محبّةً بحضورهم
مثلَ الزّهورِ تفتَّقوا و تهلّلوا
قد عبّقوا الدّنيا أريجَ سعادةٍ
وتسيَّدُوا القلبَ الرحيمَ وأكملوا
ولكم غدوتُ سحابةً مسكونة ً
بالحبّ أسقي قلبَهم أتهطّلُ
مالي على هجرانهم جلَدٌ ولا
صبرٌ ولا وطنٌ ولا لي منزلُ
هم جنّتي رغمَ الشّقاءِ وذا الأسى
أيّامُ عمري لم تزلْ تتخضّلُ
ما أجملَ الدّنيا بهم أغرودةً
إن غرّدوا أو أنشدوا وتغزّلوا !
ما أجملَ الدّنيا بهم ريحانةً
تتفوّحُ العطرَ الزّكيَّ وتثْملُ !
من أجلهم يا ربُّ أفنيتُ السّني
نَ معلّماً و بحبّهم أتجمّلُ !
يا ربُّ أطفئْ نارَ حربٍ قد جرتْ ويلاتُها هدّارةً تستعجلُ !
أكلتْ جنى أعمارِنا مسعورةً
في نابها كَلَبٌ يميتُ ويقتلُ
في لحظةٍ نسفتْ معالمَ أمّةٍ
كانتْ مناراتٍ تنيرُ و تصقلُ
لم تُبقِ للعقل الحصيفِ منارةً
إلّا و أظلمَ ليلها يتغوّلُ
لم تُبقِ للطفل النّجيبِ مدارسا
أو روضةً تبّاً غزاها الأجهلُ
تبّاً لنا من أمّةٍ جهّالةٍ
يرعى بنيها ذا الجهولُ الأخبلُ
يا ربُّ جئتُ إليكَ مرتجياً وبال_
صّلواتِ ها يا ربَّنا أتوسّلُ !
حمدي أندرون
سورية
٥/ ٦ / ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق