إنّي أرى ....
إنّي أرى اللّيلَ في عينيكِ مُرتقبا
كما أرى الخمرَ من شهد اللّمى سكبَا
سبحانَ ربّي قوافي الشّعر قد كمُلتْ
قصيدةً في معانيها سرتْ شهبا!
مسبولةُ الشّعر والأمشاطُ من ذهبٍ
قد سرّحتْ حقلَ قمحٍ قد بدا عَجبا
لعينِ ناظرهِ ؛ عيني مصدّقةٌ
والقلبُ قد قال حقّاً :إنّهُ سُلبا
هفهافةُ الثّوب من خيط الضّيا نُسجتْ
أردانُهُ نخل بستانٍ جنى رُطبا
بدائعُ الحسن آياتٌ لقد ختمتْ
في حسنها كُتبتْ سبحانَ مَنْ كتبا!
سبحانَ مَنْ أبدعَ الآياتِ معجزةً
و أنورَ الخدَّ صبحاً آيةً وَهبا!
سبحانَ مَنْ أسرجَ الصّبحَ البهيَّ رِضا
فالصّبحُ من خدّها نوراً لقد شَربا!
في صنعة اللهِ ذا الاتقانُ خلقتُهُ
هاتيكَ حسناً لقد أعطى وقد نَسبا
وتلكَ من منهل القرآن قد نهلتْ بلاغةً لسنُها أعجزَ العربَ
لولا عيونُ المها شعري فما نظمتْ
قصيدة في جميل الحسن أو عَذُبا
أو قد شدا بلبلٌ في حضن داليةٍ
لحناً جميلاً أوِ العودُ الخضيرُ رَبا
في دوحة الشّعر غصناً مائساً عجباً
تهزّه ُ نسمةٌ في نشوةٍ طَربا
يا ساكناً مهجتي دعْ لحنَ أغنيتي
يروحُ حيثُ الهوى في إثرِهِ ذهبا !
يا سائلاً نجمةَ الإصباحِ عن خبرٍ
أخبار ليلى فليلى حبُّها وجبا !
على محبٍّ معنّى اِنثنى كمدا
في يوم بُعْدٍ ثوى يستوقدُ الحطبا
يا ساقياً خمرةَ الإصباح مُغتبقا
أعييتني سهراً والصّبحُ قد كَرُبا!
يجرُّ خطْواتِهِ في نشوةٍ ثملاً
من بعدِ سبعِ كؤوسٍ دَوزنَ القصبا
حمدي أندرون
سورية
٤ / ٧ / ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق