الحكيم
طوبى لِمن علِمَ الحقيقةَ واتَّقى
ما جزَّ من جسدِ الصحيحِ رِقابا
فهِمَ الحياةَ وراحَ يمشي صائغاً
للراكضينَ إلى اللحودِ خطابا
نحَتَ الحروفَ كوجهِ ظبياتِ الهوى
وأماطَ من وجهِ البيانِ نقابا
يرمي بصدرِ العاشقينَ فؤادَهم
من رمشِ عينٍ سهمُه ما خابا
وتبوحُ عينٌ للعيون غرامَها
ويصيرُ قلبٌ للقلوبِ كتابا
ويهلُّ غيثَ الظامئين بديرةٍ
ويصيرُ غوثاً للجموعِ مُهابا
يقري القلوبَ إذا تضوَّرَ أهلُها
ما لذَّ من زادِ العقولِ وطابا
يُزجي النصيحةَ من تجاربِ عمرِهِ
وبنى بها خِرَبِ الرؤوسِ قِبابا
إن الحكيمَ إذا لعامٍ عيشُه
يبدو كألفٍ في سواهُ حِسابا
يرقى إلى تاجِ العقولِ وعرشِها
ويصولُ فيها جيئةً وذهابا
محمد عايد الخالدي/الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق