نَثرتُ بَراعمَ الكلماتِ حتّىتَشكَّلَ مِن حُروفيَ عقدُ درِّ
ونَضَّدتُ البيانَ وما تَأتَّى
مِنَ الألفاظِ في نَسقٍ وسطرِ
وسَالتْ مِن دمي الأفكارُ شتَّى
مُضمَّخةً بإرهاصاتِ عُمْري
وكنتُ قدِ اتَّخذتُ الشِّعرَ سَمتا
وبوصلةً لِمكنوناتِ فِكري
مَخافةَ أنْ يَصيرَ العمرُ وقتا
بِلا معنىً فَيَفقدَ كلَّ سِحرِ
ولَستُ بِحاقدٍ يَبتاعُ مَقتا
لِيُمعنَ في كراهيةٍ وغدرِ
كَما أنِّي بِطَبعي لستُ هَفْتا
ولا أسعى لِشرٍّ أو لِضُرِّ
ولا يوماً شَكَكتُ بِأنْ سَيُؤتَى
على مَنْ يَستهينُ بِفضحِ سِرِّ
ولَكنّي اتَّخذتُ الحبَّ صَوتا
ونهجاً لِلوصالِ بِمتنِ شِعرِي
لِأنّ المُقتضى يَحتاجُ بَتَّا ..!
وحَسماً بعدَ تسويفاتِ دهرِ
وضِقتُ بِجاهلٍ في الأمرِ أفتى
وظنَّ بِأنّهُ بِالرَّأيِ يُثري …!
ويَسألُ ما سَتفعلُ حينَ تُؤتى ؟
فأُخبِرُهُ بِأنّي لستُ أدري ..!
ولكنْ بِالرُّؤى استبشرتُ بَختا
وناجيتُ الإلٰهَ لِشرحِ صدري
إلى موسى وعيسى وابنِ مَتَّى
وأحمدَ في العلا وَكَّلْتُ أمري
عَساني أتَّقي حَتفاً ومَوتا
وألقَى فرجةً مِن بعدِ عُسرِ
ولو حظِّي عَصاني أو تَعتَّى
وأُسقِطَ في يَدِيْ أو عِيلَ صَبري
وأضناني الأسى، لَلَزمتُ صَمتا
وآثرتُ التِماسَ خيوطِ فَجرِ
…
وإنْ يوماً أساءَ النّاسُ نَعتا
وغالوا في حماقاتٍ وفُجرِ
وآذوني ، فلن أرتاحَ حتّى
يَثوبوا ..أو يُوافوني بِعذرِ
لِأنّي قدْ تَخِذتُ العدلَ بِنتا
لِأفكاري ،فَصوتُ الحقِّ يَسري
وأبقيتُ الفؤادَ الغرَّ ثَبتا
ولمْ آبَهْ بِتنكيلاتِ دهرِي.
—————————————
د.يونس ريّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق