أذاك بيتٌ شداهُ الأمسَ أحياءُأم ذاك رَسْمٌ جفاهُ اليومَ بنَّاءُ
مرَّتْ طيوفُكَ لا خوفٌ ولا حَزَنٌ
وذاك عهدي بمن بالوعد وفَّاءُ
ما كان غيركَ بالأحلام زائرها
لمَّا احتفى بالنوى أهلٌ وأبناءُ
مرَّتْ ليالٍ على أكباد سائبةٍ
لا بئرُ يُسعِفُها والجوُّ أنواءُ
والنصحُ مُخْتَمِرٌ والصدقُ مُنْعدمٌ
والأمنُ مُسْتلَبٌ والصحبُ أعداءُ
والنفس في وجلٍ فالسِّلْمُ مَركبُها
والعدلُ مَطلبُها والطَّرْفْ غضَّاءُ
وموكبٍ بالهوى دقَّتْ مزاهرهُ
على شغاف قلوبٍ مسَّها داءُ
وكلُّ داءٍ إذا طُبَّتْ مواجعهُ
تهدا، وما لجراح العشق إغفاءُ
حرَّمْتُ رِيَّ زُلالَ الماء بعدكمو
حتى الطعام، وسُهْدُ الجِفْنِ شكَّاءُ
لا مرحباً بنعيم الأرض أجْمَعُها
لو يأتني وحبيبُ الروح يَستاءُ
ذاك الذي أيقظ الأفراح أزمنةً
في حَيِّنا وله بالقلب أسماءُ
فكلُّ إسمٍ إذا ناديتُ أقْصدُه
وكلُّ وجْهٍ أرى للشوق ذكَّاءُ
هذي دياري وهذا القلبُ بعدكمو
كأرض بيدٍ رجت أن ينزل الماءُ
قالوا؛ به كَلِفٌ؟!, قُلتُ الهوى قدرٌ
وكلُّ عبدٍ إلى الأقدار مَشَّاءُ
لزائرٍ بجفون العين سامِرُهُ
أقبلْ بقلبٍ فإنَّ القلبَ سَخَّاءُ
أليس كلُّ رسولٍ منك يُنْبِئُني
بكلِّ خَافٍ جرى والعشقُ إنباءُ
عبد اللطيف عباده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق