أوَّاب
يا ثورةَ الآماقِ والأهدابِ
وتمرُّدَ الأرواحِ والألبابِ
هي لحظةُ الحقِّ المبينِ فَحَلِّقي
يا روحُ للعَليا بغيرِ حجابِ
هي يقظةٌ مِن بعدِ طولِ تَشتُّتٍ
وهي الوصولُ لعَتْبةِ الأبوابِ
لا .. لا تراجُعَ فادخُلِي بابَ الهُدَى
وتطَهَّرِي في باحةِ المِحرابِ
سترَيْن نوراً فاغْرِفِي وتعلَّقِي
وترَينَ ماءً فاغرَقِي بِعُبابِ
وستسمَعِين صدًى فأصغِي واتبَعِي
هي دعوةٌ مِن رازقٍ وَهّابِ
وهُنا ملائكةٌ تحفُّكِ فاخلَعِي
للزّيفِ أسمالاً من الأثوابِ
شلالُ إحساسٍ بقلبكِ هادرٌ
وهدوءُ إيمانٍ وضوءُ شهابِ
دمعٌ هَتونٌ فيه تغتسلُ الرُّؤى
لتفوحَ بالأشذاءِ و الأطيابِ
خفقاتُ قلبٍ تائبٍ متلهِّفٍ
يخشَى من المولَى لهيبَ عِتابِ
أنفاسُه الحَرّى تُرتِّلُ شوقَها
و تبوحُ كي تشفَى من الأوصابِ
سَمِعَت (ألَمْ يَأنِ) الخشوعُ فرَدَّدتْ
بلْ آنَ ... فاكتُبنا من الأوابِ
يا أنسَ روحٍ مازَجَت قَطرَ السَّما
و مدامعٍ مجبولةٍ بتُرابِ
يا سعدَ قلبٍ عادَ ينهَلُ أُنسَهُ
مِن فَورَةِ الآماقِ و الأهدابِ
_________________
عروبة الباشا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق