الشبابّشبّ الفتى عن طوقه و تمرّدا
سلخَ الحياءَ بكفّه و تجرّدا
حَسٍبَ الشبابَ تزيُّناً و تبهْرُجاً
جعل الغوايةَ مركباً و تفرَّدا
قد شدَّ خصلةَ شَعره وتغنْدَرا
كالفارس الصنديد هزَّ و أفردَا
يغفو إلى زمن الضحى مُتغافِلاً
برُقاده أغنى الطموح َ و أسْعدَا
لو كان للنوم الطويل تسابُقٌ
بلغ الألى بين الأنام و خلَّدا
يصبو إلى حسْنائِه في غفلةٍ
يبني لها في الحُلْم عُشّاً أمْلَدا
لا همَّ إلّا نكتةٌ هزليّةٌ
و حديثُ إغواءٍ أسفَّ و أفْسدا
يستنزفُ الوقتَ الثمينَ كعابثٍ
ضلَّ الطريقَ المُستقيمَ وما اهتدى
لم يدرِ أنّ الوقتَ كنزٌ رائعٌ
بضياعه فقدَ السنا مُتبلّدا
ما العجزُ غزوُ الشيبِ أعلى مَفرٍقٍ
و القلبُ في وهج الشباب توقَّدا
الوهْنُ أن يسري الفتورُ إلى الفتى
فيشلَّه مُستسلِماً مُتلبِّدا
انظرْ إلى التاريخ كم من باسلٍ
طرقَ المكارِمَ و المحامدَ أصْيَدا
كم من فتىً صاغَ العُلا مُتألِّقاً
قد كان في طور الفتوّة أجردا
ضاهى أسودَ الغاب في غلوائهِ
هدَّ القلاعَ الراسياتِ و أرْعدَا
أرسى شراعَ المجد في شطآنِهِ
و طوى العواصفَ في المدى مُستأسِدا
يا أيّها الأملُ البهيُّ لأمّةٍ
وسْطَ الأعاصير الهِياجِ على المدى
يا أيُّها النبراسُ في حَلَكِ الدجى
أشعلْ سراجَك في السما مُتوقَّدَا
محمود أمين آغا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق