أُنسُ العُزْلةِ********
بئسَ الغرامُ وذا المَشيبُ بلِمَّتي
مُضْنايَ يَمْرَحُ والمَبيتُ بحَوْبتي
عفراءُ ما بالُ المَلامِ يحُوطُني
نظروا وأفتوا في ملامِحِ خِلقتي
أمَّا القلوبُ فهل تلاشى ذِكرُها
وَهْيَ المَناطُ ولبُّ تلك العِلَّةِ
قلبٌ جَمودٌ لا يلينُ لنظرةٍ
قلبٌ رَهيفٌ في غِمارِ الصبوةِ
قلبٌ يريدُ ولا يريدُ كأنهُ
قاضٍ تسَرْبَلَ في إهابِ الحِكمةِ
وعرفتُ قلبي من وَجيبِ جوانحي
لمَّا أطلَّتْ من سِتارِ الشُّرْفةِ
بدرٌ تلألأ قال : إني ها هُنا
مَنْ ذا يُقامِرُ بالحياةِ لصُحْبتي ؟
وطرقتُ بابَ العِشقِ أطلبُ وَصْلها
والقلبُ يرقصُ والطبولُ بلهْفتي
حين التقينا كنتُ طفلًا بالهوى
والآن أنظرُ من جدارِ الشَّيْبةِ
يا طفلُ مهلًا , ما الزَّمانُ كما ابتدا
فيلوذُ مِنِّي في ملاعِبِ مُهجتي
ويعودُ يركضُ تحت زخَّاتِ المُنى
يلهُو مَلِيًّا حين يُبصِرُ نشوتي
سَفَرٌ طويلٌ والمَشاعِرُ غضَّةٌ
حُلمٌ جميلٌ لا يَفِلٌّ بأوْبتي
هَجَعَ السُّكونُ وطابَ وَهْمُ لِقائها
يا حبَّذا لو دامَ أُنسُ العُزْلَةِ
لكنها الدُّنيا تُبارِزُ مَنْ غَوَى
أيَّانَ يُطْعَنُ مِنْ شِفارِ اليقظةِ ؟
*****************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق