شِعر: مُحَمَّد المروني العَلمي
أولِياءُ الله
إِنَّ الأَصَالَةَ فِي النُّفُوسِ أَدَاءُ
صَبْرٌ وَنَفْعٌ طِيبَةٌ وَعَطَاءُ
يَبْدُو الأَصِيلُ بِطَبْعِهِ لَا يَخْتَفِي
فَالطَّبْعُ فِيهِ مُعَطِّرٌ وَضِيَاءُ
فِي الأَرْضِ قَوْمٌ يُذْكَرُونَ وَفِي السَّمَا
بِالخَيْرِ صِيغَتْ فِيهِمُ الْأَنْبَاءُ
فَتَرَى الْمَلَائِكُ فِي الْعُلَا تَدْعُو لَهُمْ
بَيْنَ الْخَلْائِقِ نُورُهُمْ وَضَّاءُ
سَكَنُوا الْقُلُوبَ بِحِلْمِهِمْ وَصَلَاحٍهِمْ
لَا فَرقَ مَرؤُوسُونَ أَوْ رُؤَسَاءُ
غَرَسُوا بُذُورًا لِلْمَوَدَّةِ وَالْهُدَى
أَحيَوْا نُفُوسًا هَدَّهَا الْإِعيَاءُ
لَوْ حَدَّثُوا فَالصِّدقُ فِي أَقْوَالِهِمْ
أَوْ قَدَّمُوا عَمَلًا فَفِيهِ رِضَاءُ
أَوْ أَبْرَمُوا عَهْدًا غَدَا فَرضًا وَلَو
قَالُوا نَعَمْ حَتْمًا تُغَيَّبُ لَاءُ
هُمْ بِالْقَنَاعَةِ أَغْنِيَاءُ عَنِ الْوَرَى
وَلِرَبِّهِمْ دَوْمًا هُمُ الْفُقَرَاءُ
وَالنَّفْعُ ضَالَّتُهُمْ جَمِيعًا كُلَّمَا
يَأْتِي عَلَيْهِمْ صُبْحُهُمْ وَمَسَاءُ
بِالْمَالِ يَربُوا نَفْعُهُمْ وَبِغَيْرِهِ
بَيْعٌ غَدَا مَعَ رَبِّهِمْ وَشِرَاءُ
يَتَمَسَّكّونَ بِجُودِهِمْ حَتَّى وَلَوْ
ضَاقَ الْمَعَاشُ وَضَاقَتِ الأَجْوَاءُ
جَعَلُوا السَّمَاحَةَ مِنْ صَمِيمِ خِصَالِهِمْ
هُمْ لِلْخَلَائِقِ رَحمَةٌ وَهُدَاءُ
فَالْحِقْدُ لَا يَرتَاحُ فِيهِمْ يَنْتَهِي
حِينًا كَنَارٍ يَحتَوِيهَا مَاءُ
هُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ فَهْوَ يُحِبُّهُمْ
يَرضَوْنَ مَا يَرضَى لَهُمْ وَيَشَاءُ
محمد المروني العلمي
تطوان المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق