سُفْرَةُ الطّعَامِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
(نفتقدُ مُتعةَ الجُلوسِ الجَمَاعيّ للعائلةِ حولَ سُفرةِ الطّعامِ و كأنّنا شخصٌ واحدٌ، فاليومَ كلُّ فردٍ منَ العائلةِ لهُ صحنُهُ الخاصُّ بهِ دونَ مشاركةِ الغيرِ لهُ)
هَكَذَا كُنّا بِيَومٍ ... في مَدَى مَاضٍ جَمِيلِ
نلتقي مَلْقَى طَعامٍ ... أُسرةً ما مِنْ بَدِيلِ
لاجتماعٍ فيهِ حُبٌّ ... كُنَّا نَرْضَى بِالقَلِيلِ
نشعرُ الدّنيا سَلامًا ... و ارتياحًا في قُبُولِ
عصرُنا هذا غَريبٌ ... غابَ عن وجهٍ أصِيلِ
كُلُّنا يَختارُ صحنًا ... بِانفِرَادِ كالعَلِيلِ
لو يَدٌ تَمْتَدُّ نَحوَ الصّحنِ، عُدَّتْ بِالدّخِيلِ
اجتماعٌ بِانفِصالٍ ... جاءَ وَقْعًا في ثَقِيلِ
لا أرى مَعْنًى لهذا ... غيرَ مَفهُومٍ هَزِيلِ
صُورةٌ أوحَتْ بِهَذا ... قُلتُ يا هَذِي أطِيلِي
وَقفةً كي تَسْتَعيدِي ... بعضَ إحساسٍ طَوِيلِ
بالذي ولّى كَمَاضٍ ... في تَعَاطِيهِ الجَمِيلِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق