((حـــــــــــــــروف مــــضــــيــــئـــه))
قـتـيـلُ الــهـوى والـشـوق ألـهـبَهُ الـجـمر
ولـيـسَ لــهُ فــي الـقلبِ مِـنْ أمـرهِ صـبر
يـحـثُ الـخـطى تـطوي الـمسافـةَ روحُـهُ
يــحـنُ اشـتـيـاقًا قــصـدُهُ ذلـــكَ الـقـبـر
عـدمـتُـكِ نـفـسـي كـيـفَ أحـيـا مُـسـهدًا
وطـيـبـةُ فــي أسـوارِهَـا يُـغـسَلُ الــوزر؟
وهـــل تــرحـلُ الأشـــواقُ لـــولا مـحـمدٌ
بـمَـنْ تـصـلحُ الـدنـيا بـمَنْ يـنزِلُ الـقطر؟
ألا كـــلُ شـــيءٍ فـــي الـبـسيطةِ غـيـرنا
يـــذوبُ احـتـراقًـا فـــي جـوانـحهِ سِــر
وكـــم مِــنْ فــؤادٍ مـعـرضٍ عــن مـحـمدٍ
تـمـلّـكَـهُ الـشـيـطـانُ، أزرى بــــهِ الــدهـر
يــرى الـحـبَ فــي خـدٍ كـحيلٍ مـخضبٍ
وأزيــــدُ مِـــنْ هـــذا صِـيَـاغـتُهُ الـشِـعـر
ومــــا ســطّـرت يـمـنـاهُ حــرفًـا مـهـذبًـا
ولا سـجـعت، فــي مَــنْ بـهِ أُزهِـقَ الـكفر
لــكَ الـلّـهُ مِــنْ قـلبٍ شـكا جـفنَهُ الـكرى
وأثــمـرَ فـــي أعـضـائـهِ الـنـهـيُ والأمــر
يـسـيـرُ بــأمـرِ الــلّـهِ فـــي كــلِ مـحـفلٍ
يُـضـمِّخُ شـمـلَ الـمـصطفى ذلــك الـعِطر
ويـعـصـرُ مِــنْ كــرمِ الـحـروفِ قـصـائدًا
عــلـى مـتـنِهَا لـفـظٌ وفــي بـطـنِهَا خـمـر
ولا راحَ لــــلأرواحِ إن لــــم يــكــن بــهـا
جـمـالٌ، وفــي أعـمـاقِهَا يـسـكنُ الـسِـحر
هـــوَ الـحـبُ يــا هــذا ولا شــيءَ غـيـرُهُ
بــهِ يـرتـضي الـمـولى ويـبـقى لـنا الأجـر
فــمـت دونَـــهُ إن كــنـتَ حــقًـا مُـتـيـمًا
وإلا- مــعــاذ الــلّــهِ - أن يُــولَـدَ الـفـجـر
إذا الــبـيـنُ لــــم يـــرعَ الــمـودّةَ بـيـنـنا
فــمـا حـيـلـةُ الـمُـضطرِ إن مـسّـهُ الـضّـر
تـقـاسـمني هــمـي وضـعـفـي وغـفـلـتي
وأرهـقـنـي لـــولا الــهـوى ذلـــكَ الـهـجر
وأشـــعــلَ أحــشــائـي الــغــرامُ بــنــارهِ
واذكـــى جـنـاني فـاسـتجابَ لــهُ الـفِـكر
وكـــــانَ كــمــا شــــاءَ الإلــــهُ مــبـاركًـا
يــضـيءُ بــنـورِ الــلّـهِ .. أعــوامُـهُ كُــثـر
يـتـرجـمُ مـــا قـــد جـاءَنـا عــن مـحـمدٍ
تــراجِـمَ أفــعـالٍ بــهـا يُــشـرِقُ الــصـدر
فـــيـــاربِّ لاطــفــنــا بـــجـــاهِ نــبـيـنـا
ولا تـخـزنا فـي الـحشرِ إن كُـشِفَ الـستر
ونـــــوّر بـــنــورِ الــعـلـمِ كــــلَ مــتـيـمٍ
بــجـاهِ رســـولِ الــلّـهِ مَــنْ ذكــرُهُ ذكــر
وداوِ فــــؤادًا حــــادَ عــــن نــهـجِ ربِّـــهِ
إلــى مـوطـنٍ يـعـلو بــهِ الـحمدُ والـشكر
وصـــــلِ صـــــلاةً لا انــقـضـاءَ لــعـدِّهَـا
ولا يـطـوهَـا دهـــرٌ، ولا يـحـصـها حـصـر
عــلـى مَـــنْ بـــراهُ الـلّـهُ لـلـخلقِ رحـمـةً
وطــهّــرَهُ فــانـحـازَ عـــن قـلـبِـهِ الـكِـبـر
وآلٍ وأصــــحــــابٍ كــــــــرامٍ أئــــمـــةٍ
وكـــلُ تــقـيٍ لــيـسَ فـــي فـعـلـهِ نُــكـر
عــــبـــدالـــمـــلـــك الـــــعـــــبَّـــــادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق