《كرامة》
باقٍ أذودُ عنِ العروبةِ ما اعترى
ذاك الشّعورُ وإن تخطّى الأبهرا
باقٍ أسطّرُ في دفاترِ خيبتي
عن كلِّ شبرٍ في الحشاشةِ أسطُرا
باقٍ أعدُّ هزائماً في صحبتي
ما لا أطيقُ وقد فقدتُ الأجدرا
باقٍ على أسسِ البناءِ وليس لي
أيُّ ادّعاءٍ في تناسي ما جرى
وكما تراهم يسألون بِحُرقَةٍ
مَن أنتَ أو ما قد فعلتَ مؤخّرا
ومن اليمين إلى الشّمالِ مشاعرٌ
من حيث تصبحُ في السّماءِ موتّرا
لِلبابِ تمشي في تباطؤِ خُطوةٍ
نظراتُهم كادت تُطفّفُ أنهُرا
كالمارقين على الجِمارِ وما بهم
أيُّ احمرارٍ في الوجوهِ تبلورا
يا ربّ إنّا قد أمِلنا رحمةً
وعنايةً - ورعايةً - وتدبُّرا
وعلى الإلهِ توكلت أوصالُ مَن
حملوا معِ الحزنِ الكبيرِ توتّرا
هذي القضيّةُ قد أقضّت مضجعي
كسرت بِأوجاعِ البريّةِ أظهُرا
كن لي معيناً لا تردَّ أكفَّ مَن
آتٍ وقد طفِقَ الفؤادُ تشكّرا
مَن لا يواكِبُ في ملامةِ نفسِهِ
شأنَ البلادِ فقد تأثّمَ وافترى
ما ضلَّ ساعٍ في اتّباعِ قضيّةٍ
كانت وتبقى لِلوجودِ المحورا
مهما تعفّرَتِ التُّرابَ وجوهُنا
نبقى على العهدِ المُقدّسِ مجمرا
لا ينبغي تركُ المشاعرِ تختفي
أو أن تزيدَ من القلوبِ تحجُّرا
ما كان رتقاً عند أوّلِ خِلقَةٍ
قد صار فتقاً في البُنا وتطوُّرا
ودِّع حياتَك بامتهانِ كرامةٍ
والزم حدودَ المُخلَصين تنذُّرا
فالعمرُ أقصرُ ما يكونُ على المدى
لا خُلدَ يُمنَحُ لِلبريّةِ أخضرا
شتّان .. تنسى مولِداً في تُربِها
أو طُهرَ أرضٍ قد يكونَ الأطهرا
الحُرُّ يبقى ما تمكّنَ حبُّهُ
في الخافقين وإن تعثّرَ - أقدرا
تأتي المظالمُ كالغمامِ كبيرةً
وتصير من بعد التّمطِّرِ أصغرا
تنأى النفوسُ عن انتهازِ مواقفٍ
رغم المكاسِبِ كي تظلَّ الأكبرا
أرضُ الحضارةِ مَن لها في رأيكم
إلّا شجاعاً لا يباعُ ويُشترى
أحمد رستم دخل الله .. A, R, D
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق