(اِخـلـعـي يـا شامُ أثـوابَ الـحِــدادْ)اِخْلعي يا شامُ أثوابَ الحِدادْ
واهزِجي للنَّصرِ في كلِّ البلادْ
طال ذاك اللَّيْلُ حتى خِلتَنا
سنظلُّ الدَّهرَ نجترُّ السَّوادْ
وظننَّا بسمةَ الشَّمسِ اختفتْ
فوق هاتيكَ الرَّوابي والنِّجادْ
كمْ جفونٍ شرِقتْ في دمعِها
وعيونٍ قد تولَّاها السُّهادْ
كمْ دعاءٍ واصلَ الإلحاحَ في
وسَطِ اللَّيْلِ وفي وقت الرُّقادْ
آذَنَ اللهُ بنصرٍ حاسمٍ
إنَّهُ اللهُ رفيقٌ بالعِبادْ
فأفاقتْ كلُّ نفسٍ ترتدي
فألَها الضَّافي وتحدو للرَّشادْ
إنَّها الأنسامُ هبَّتْ سَحَرًا
تحمل البُشرى وطِنًّا مِن وِدادْ
إنَّه الفتحُ المُبينُ المُزدهي
فيه وَصْلٌ بعدما بانتْ سُعادْ
هو فتحٌ مثلُ يومِ الفتحِ في
مكَّةٍ قد أزهرتْ فيه الوِهادْ
هوَتِ الأصنامُ فيه واختفتْ
وامتطى التَّوحيدُ صهْواتِ الجِيادِ
كان (كانونُ) شتاءً قارسًا
وإذا (كانونُ) شهرٌ للحصادْ
لمْ نكن ندري بهم يوم اللِّقا
مِثلَما النَّارُ ثوتْ تحت الرَّمادْ
إنَّها الأحلامُ صاغتْ ثورةً
في رُؤاها الخيرُ ريَّانُ المِدادْ
دُمْتِ يا شامُ لنا أغنيةً
قد رضعناها حليبًا في المِهادْ
فانسُجي الأفراحَ دهرًا واسعدي
واهزِجي للنَّصرِ قد طابَ المَعادْ
محمد عصام علُّوش
18/جمادى الآخرة/1446هـ ـ 19/كانون الأوَّل/2024م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق