ولولا الظّلمُ ما أقحمتُ نفسيبِسيرِ المُجرياتِ و لا الأمورِ
ولا أَرهقتُ أعصابي و رأسي
بفَحوى التُّرَّهاتِ ولا القشورِ
ولكنّي ابتُليتُ بِجرعِ كأسِ
بِطعمِ العلقمِ الكرِهِ المريرِ
و ذقتُ مِنَ الحروبِ صنوفَ بؤسِ
أعاقتْني عنِ الهدفِ الكبيرِ
ولو أنّي التزمتُ بِنأيِ نفسي
عنِ الإفراطِ في نهجِ الغرورِ
لَما كنتُ ارتُهِنتُ بِأزرِ فُرسِ
ولا روسٍ ، ولا حشدٍ غفيرِ !
ولا أذعنتُ -رغمَ شديدِ بأسي -
لحلفٍ قد تحكَّمَ بالمصيرِ
….
أنا السُّوريُّ حبُّ الأرضِ طقسي
ونسغُ الشّامِ يسري في جذوري
عزيزَ النّفسِ كنتُ .. فيا لتعسي !
وقد أُلقِيتُ في لججِ البحورِ
و إنِّي لستُ مُهتمّاً بِكُرسي
و حسبي قلَّةُ النّزرِ اليسيرِ
ولا أسعى إلى لبسِ الدِّمقسِ
ولا سكنى العروشِ ولا القصورِ
ولكنْ لالتماسِ شعاعِ شمسِ
لِنسجِ عباءةٍ من خيطِ نورِ
لِذا أدعو بَني وبناتِ جنسي
إلى مدِّ المعابرِ و الجسورِ
و نبذِ الاِختلافِ و وهمِ حدسِ
لأنّ الوضعَ يُنذرُ بالشّرورِ
وإنْ أحدٌ يُسائلني بيأسِ
أتَدري ما مآلاتُ الأمورِ ؟
بلا شكٍّ أُجِبْهُ و دونَ لبسِ
جموعُ النّاسِ تحلمُ بالعبورِ
وتسعى لانفراجٍ بعدَ عكسِ
المفاهيمِ المُعيقةِ للمرورِ
وقدْ كنّا جميعاً ذاتَ أمسِ
بوضعٍ سيِّءٍ .. مُزرٍ عسيرِ
فمنّا مَن قَضى في ظلمِ حبسِ
وباقي النّاسِ في السّجنِ الكبيرِ
وكانَ الظّالمُ المأفونُ يُرسي
فساداً و استلاباً للضّميرِ
..
سأُعمُِلُ قادمَ الأيامِ فأسي ..!
بِكلِّ الحزمِ في تحطيمِ سوري
وأطلقُ نبضَ آهاتي و همسي
وأكتبُ صرختي بينَ السُّطورِ
لَعلِّي قد أُثابُ بنسفِ تعسي
فأحظى بالسّعادةِ والحبورِ !
ولو كان الوصولُ بشقِّ نفسِ
فإنّي لن أكفَّ عن المسيرِ !
..
ألا مِن صيحةٍ تُفضي لِكَنسِ !
ظروفِ القهرِ والوضعِ العسيرِ
فتبعثُ في النّهى آمالَ أُنسِ
تُعيدُ الدّفقَ للقلبِ الكسيرِ .
————————————
د.يونس ريّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق