السبت، 18 يناير 2025

مرحبًا يا صباحُ . ...العَابِرونَ .. بقلم.عبد الله سكريّة


 مرحبًا يا صباحُ . 

...العَابِرونَ ..

قدْ آبتِ الطَّيرُ ، يا أطيارُ  لملمَة ً

فاللّيلُ يذوي أوانَ الفجرُ يَنتشِرُ ..


ما عدْتُ أحملُ إلّا بعضَ ذاكِرتي

في رُكنِها يَنطوي أو يَختبي العُمُرُ..


ماذا أقولُ، وفي الوَجدانِ أسئلةٌ ؟

تاهتْ بِها لغةُ الأيَّام ِ والفِكَرُ ..


كم ذا جعلْنا خيوطَ الشَّمْس ِ أغنيَةً

طارتْ بها فرحًا في عمرنا الصُّورُ..


وكمْ حمَلْنا نُجومَ اللّيل ِ ننْسُجُها

كونًا ، فحدِّثْ متى الأكوانُ تُبتَكَرُ ..


وكيفَ أنَّا ، بِحارات ٍ على جُدُرٍ ٍ

خطَّتْ أيادٍ حكايا ليسَ تُنتَشَرُ..


هيَ الحكايا أتيْناها منَتَّفَةً،

على السَّواقي ، وذرُّ الماء ِ ينْهمِرُ..


جادَت بها الرُّوحُ عنْ حبٍّ وعنْ ولَهٍ

ما شانَها ،يومَ ذا، إلَّاكَ يا خفَرُ..


فحبُّ جار ٍ لنا قدْ كانَ أمنيَةً،

همٌّ جميلٌ ، وإنْ في حبِّهِ الحذَرُ..


جُلنا وجُلنا على تلّ ٍ وفي سهَلٍ ٍ

ضاجَتْ بِنا هضَباتُ اللَّهْو والضَّجَرُ ..


راعٍ ٍ هُنا ، وهُنا في الحقل ِ حاطبَةٌ

غنَّتْ ،وغنَّى ، وللموَّال ِيُنتَصَرُ ..


فالأوفُ أنغامُ آهاتٍ نُردِّدُها،

على المَفارق ِ ، آنَ الكرمُ يُعتَصَرُ ..


واليومَ بي وجَعٌ ، قبْضٌ بِناصيَتي،

يا عمرُ يكفي حنينُ القلبِ ، والعبَرُ..


لمنْ نُغنِّي ،وقدْ صمَّتْ بَلابِلُنا؟

حتَّى المساكبُ، آهٍ، خانَها الزَّهَرُ ..


أينَ المناعمُ في صوْتٍ ، وفي سمَع ٍ؟

أينَ الحُميَّا ؟ بِها قدْ كنَّا نَفْتخِرُ..


لا شيْءَ بعْدُ ، ولا حتَّى بِنا وطَرٌ،

ضاعَتْ ملامحُهُ ، فالكلُّ يَندَثِرُ..


يا سَلوةَ العُمْر ِ، قدْ لاذتْ بها أمَمٌ

ثمَّ انْحنَتْ ، لهَدير ِ" المَوجِ ِ" تَنتَظِرُ..

عبد الله سكريّة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق