الأمانِيُّ سرابٌ
عَزَّ اللقاءُ فلا لقاءُ
لم يُجْدِ شَوْقٌ أونداءُ
إنَّ السرابَ تَخَيُّلٌ
وقدْ يصاحبُهُ ابتلاءُ
لا ماءَ فيهِ لمَنْ دنا
لالنْ يصاحبَهُ ارتواءُ
هُوَ أمنياتُ مغادرٍ
فإذا دنوتَ هُوَ الغثاءُ
لا تدنُ منْهُ وابتعِدْ
فإذا دنوتَ فلا التقاءُ
فاحذرْ تكونُ بقربِهِ
إنَّ اللقاءَ بِهِ هَبَاءُ
فالأمسُ ولَّى مُدْبِرًا
لا لنْ يعودَ كما تشاءُ
فاحذرْ تغالط ماترَى
إيَّاكَ يخدعُكَ الثناءُ
إنَّ الشبابَ مُغامرٌ
لا لن يدومَ لَهُ بقاءُ
والنفسُ يغريها المُنَى
والقلبُ يُشقيهِ الرجاءُ
والوهمُ داءٌ مُزْمِنٌ
لالسْتَ تدري ماالدواءُ؟
لا زلتَ تسألُ ما الدوا
عَزَّ الدواءُ فلا شِفاءُ
إنَّ السَّرَابَ صَحِبتَهُ
إذْ في تخيلهِ احتواءُ
إنَّ السًَرابَ كعَوْرَةٍ
أتُراهُ يكسُوهُ العراءُ؟
وَلَّى الشبابُ بِسِحْرُهُ
إنَّ الشبابَ لَهُ بَهاءُ
وأتى المَشيبُ بدائهِ
والشَّيْبُ يتبعُهُ انحناءُ
عَزَّ اللقاءُ بشيبةٍ
إنَّ المَشِيبَ لَهُ انطواءُ
إياكَ تهجرُ ماضيا
فالهجرُ يعقبُهُ الجفاءُ
واذكرْ شبابا عِشْتَهُ
فالذكرُ للأمْسِ الوعاءُ
دامَ الودادُ فلم يَمُتْ
مادامَ غَلَّفَهُ الوفاءُ
يبقَى الوصالُ مصاحبا
من كانَ يصحبُهُ العطاءُ
الطائر المغادر
د ممدوح نظيم الشيخ
طملاي في ١٦/ ١/ ٢٠٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق