(أمهل الوعد وعجل بالوفا )فأنا المذبوح من طولِ الجفا
ياحبيباً في ضلوعي نازلاً
سرقَ القلبَ وعقلي واختفى
أرهق النايات أدمى مُهجتي
وعلى أوتار نبضي عزفا
أشعلَ الأشجان فيها عامداً
أيقظ الحبَّ بروحي وغَفا
زرع الشوق بقلبي قاصداً
ولأفكاري وعيني خطفا
فرَّ نبضي من ضلوعي هارباً
وعلى الأطلالِ حُبَّاً ذَرَفا
أين مني ظبيةٌ نافرةٌ
ففؤادي بالهوى قد أُتلفا
وعَدَتْنِي ثمَّ هدَّتْ موعدي
خلَّفتْني في هواها مُدنفا
أصرمتْ وصلي وقدَّتْ خافقي
تركتني مثلُ طيرٍ نُتِّفا
أُجهد الصَّبُّ بوعدٍ كاذبٍ
وعدُها المنظُور عُمْري قطفا
صمتها الممدود أهمى دمعتي
ودمي شوقاً لها قد نَزفا
وأنا مازلت أشكو هجرها
فمتى تأتي فصبري وَجَفَا
ليتَ خلي مثل عهدي ثابتٌ
ليتهُ ما غاب عني أو جفا
ليتَ أنَّا ما بَعُدنا لحظةً
ليتَ أنَّ العمرَ حقاً وقفا
أبلغوا المحبوبَ أني هالكٌ
أنَّ موتي من هواهم أزِفا
لطف جمال عبدالله هريش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق