** من وحي الرحلتين **
من بعد حزنيــن في خفّاقِــــهِ علِقا
كأنما الأُفْــــــــقُ ملَّ الأرضَ فانغلقا
فحاول الطرقَ والأبوابُ موصــــدةٌ
فبئسَ قومٌ وبئسَ الأرضُ قد طرقا
قال اكتموا خبري إذ جئتكم بهــدًى
واللهُ يعلمُ أنَّ نذيرَكم صَدَقَـــــــــــا
فسفَّهوهُ وما كانــــــــــوا أولي ذِممٍ
وكم جهولٍ جحودٍ عهدَهُ خرقـــــــا
فأنزلَ اللهُ جبريلًا على عَجَــــــــــلٍ
لو شئتَ طوداهما يُطبَقنَ..لانطبقــا
قال النبيُّ رجــــــوتُ اللهَ في خَلَفٍ
يوحِّدُوهُ ويهدي اللهُ مَن خلقَـــــــــا
تلكم هي الرحمةُ المُسداةُ لو علمـوا
إليهِ جمعُهُم قــــــــــــد جاء مُستَبِقا
لكن عمت أعينٌ عن نورِ دعوتـــــــهِ
فأنكروا البرقَ لمّا فيهمُ بَرَقــــــــــــا
فلتتركِ الأرضَ واعرج في سمائهُـمُ
هنالكَ النورُ من أركانها انبثقــــــــــا
هنالكَ الأنبيا والرســـــــــلُ في حُللٍ
من الجلالِ الذي قد بان منغدقــــــا
هنالك المنزلُ الموعودُ مَكرُمَــــــــــةً
من الإلهِ لمَن في طاعةٍ سبقـــــــــــا
والصابرون على لأواءِ قومِهِــــــــــمُ
والمُحسنونَ إذ ما كُذِّبوا الخُلُقــــــــا
جزاءُ صبرِكَ ما عاينتَ من كــــــــرمٍ
والكفرُ في النارِ رأيَ العينِ محترِقــا
هنا مكانُك في الفردوسِ ســـــــيِّدُهُ
فلتملأِ القلبَ بالسلوانِ.. والحدقَـــــا
وعُد إلى الأرضِ وارقب فتحَ مُغلَقِها
فلتحسُنِ الأرضُ بالإسراءِ مُرتَفَقـَــــا
#جمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق