(دنيانا اليوم)
يَطُولُ بِيَ اللَّيلُ العَتُومُ بِمُقْلَةٍ
وَدَمعٍ تَبَدَّى لِلتَّبَارِيحِ بالدَّمِ
فَأَلجَأُ لِلشِّعرِ السَّمِيرِ مُجَارِياً
زُهَيراً بِأَلوَانِ القَرِيضِ فَأَرتَمِي
أُشَاكِي الدُّنَا هَمًّا وحُزْناً مُؤَازِراً
وَأُغرَمُ مَهْوُوسَ الفُؤَادِ بِأَنْجُمِي
أُقَارِعُ خَطباً لِلفَقِيرِ يُذِّلُهُ
وَأَهجُو غَنِيًّا لِلمَذَلَّةِ يَنتَمِي
رَأَيتُ سَوِيَّ الخُلْقِ يُزْرَى بِشَأنِهِ
وَكَمْ مِنْ شَحِيحِ الخُلْقِ بَاتَ بِمَغْنَمِ
وَكَمْ لِدَنِيِّ النَّفْسِ فِي النَّاسِ رِفْعَةٌ
وَكَمْ مِنْ كَرِيمٍ صَارَ بِاللهِ يَحتَمِي
تُسَابِقُنَا الأَيَّامُ حَتَّى كَأَنَّهَا
سُيُولٌ تَدُكَّ العُمْرَ هَدماً بِمَنْجَمِ
وَنَحسَبُ أَنَّا قَدْ مَلَكنَا زِمَامَها
وَتَعبَثُ أَقدَارٌ بِذَاكَ التَّوَهُمِ
فَلَا نَرْعَوِي بِالشَّيبِ حَتَّى وَإِنْ بَدَا
نَذِيراً لِمَوتٍ عَابَ حُبَّ مُتَيَّمِ
فَتُسرَقُ أَحلَامٌ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ
وَنُدْرِكُ بَعدَ الفَوتِ أَنَّا بِمَأتَمِ
فَنَبكِي طِوَالَ الدَّهرِ نَنْدُبُ حَظَّنَا
لِمَا فَاتَنَا مِنْ وِزْر غُرْمٍ ومَأثَمِ
قَرِيضِي سَنَاءٌ لِلْجَنَانِ بِطَيفِهِ
فَهَيَّا إِلى نُورِي وَيَالَيلِيَ انْظُمِ
وَشَمسِي بَهَاءٌ إذ تَمُرُّ كَرِيمَةً
أُسَكِّنُهَا قَلبِي بِدُونِ تَبَرُّمِ
وَإِن طَافَ بِي شُؤْمٌ أَفِرُّ مُسَارعاً
فِرَارَ غَزَالٍ مِنْ بَرَاثِنِ ضَيْغَمِ
بقلمي:أحمد شريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق