الصمتُ الأبِيّّ
ولما رأيْتُ العدلَ في الناسِ غائبا
تَجَاهلْتُ حَتَّى قِيلَ إنيَ ظالمُ
فوا أَسَفا كم يَدَّعِي العدلَ جائرٌ
ويا عجبا كم ينصرُ الظلمَ عالِمُ
فما حِدْتُ عن نصرِ العدالةِ إنَّما
قُهِرْتُ فَظَنَّ الناسُ أنيَ آثِمُ
وما كانَ مِِثْلِي أنْ يلوذَ بصمتِهِ
ولكنَّ مِثْلِي ألجمتُهُ العظائِمُ
ولستُ أحبُّ الظلمَ أكرَهُ أهلَهُ
ولو كانَ في ثَوْبٍ عَلَتْهُ العمائِمُ
وفَتْوَى شيوخِي لو تُناصِرُ جائرا
فَهُمْ أهلُ إفْكٍ والمؤَيِّدُ غارِمُ
ولو كانَ شيخي شامخا مُتَسَيِّدا
فلسْتُ أبيعُ الحقَّ لَسْتُ أساوِمُ
وكَمْ كنْتُ أرجو أنْ أبوحَ مجاهِرا
وما حِيلَتِي والقهرُ سَيْفُهُ صارِمُ
ويأتي الزمانُ الصعبُ والكلُّ خائفٌ
وما حيلتي والخوفُ بالقلبِ قائمُ؟
وما نلتُ يوما في الحياةِ مغانمًا
سوى الخوفِ من آتٍ وخوفيَ قاتِمُ
إذا ما أقولُ الشعرَ لستُ مُصارحا
أخافُ أقولُ الحقَّ والقهرُ جاثمُ
وأخشى على أهلِي أليسواعشيرتي؟
ألستُ رهينَ الخوفِ كيفَ أقاوِمُ؟
الطائر المهاجر
د.ممدوح نظيم الشيخ
طملاي في ٢/ ٢/ ٢٠٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق