إلَىٰ رَمَضَانَ تَشتَاقُ القُلُوبُ---------------------------------
رَمضَانُ أقْبَلَ يَحمِلُ النَّفَحَاتِ
ويَقُودُ طُهْرَاً مُشرِقَ الوَجَنَاتِ
ويَزُفُّهُ شَوقٌ يَفِيْضُ بِمُهْجَتَيْ
سَيْلاً مِنَ البَسَمَاتِ والعَبَرَاتِ
اللَّهُ أكْبرُ مَنْ يَهَبُّ ويَحتَسِيْ؟
شَهْدَاً مِنَ الأنوَارِ ، والبَركَاتِ
شَهْرٌ أتَانَا بِالبَشَائِرِ والهُدَىٰ
فَهُوَ الكَرِيْمُ يَجُوْدُ بِالخَيْرَاتِ
مَعَهُ المَكَارِمُ والفَخَارُ وسَعدُنا
طَهِّرْ فُؤَادَكَ يَقْطِفِ الثَّمَرَاتِ
يَقْطِفْ نَقَاءً للنُّفُوسِ وصَفوَهَا
أمْنَاً وإشْرَاقَاً ، وطِيْبَ حَيَاةِ
رَمضَانُ أقْبَلَ شَمِّرُوْا ، وَتَزَوَّدُوْا
بِالصِّدقِ فِي الأفعَالِ والنِّيِّاتِ
قَدْ فُزْتَ إنْ صَامَ الفُؤَادُ عَنْ الهَوَيٰ
وَنَهَضْتَ تَكْسِرُ رِبْقَةَ الشَّهَوَاتِ
وَتَصُوْمُ صَومَاً بِالجَوَارِحِ مُحسِنَاً
وتَغُضُّ طَرْفَكَ تَحْفَظُ الحُرُمَاتِ
وَتَصُوْنُ قَلْبَكَ فِيْ رِيَاضِ مُحَمَّدٍ
مُتَسَلِّحَاً بِالصَّبْرِ ، وَالصَّلَوَاتِ
وتُذِيْقَهُ دَوْمَاً لَذِيْذَ تِلاوَةٍ
وَحَلاوَةَ الإيْمَانِ ، والطَّاعَاتِ
وتَقُومُ للرَّحُمَنِ تَنْهَلُ فَضْلَهُ
تَبْكِيْ وتَدَعُو فِي دُجىٰ الخَلَوَاتِ
يَا بَاغِيَ الخَيْرِ الحَمِيْدِ فِعَالُهُ
أقْبِلْ بِتَقْوَىٰ اللَّهِ والصَّدَقَاتِ
أبْشِرْ بِخَيْرٍ فالصِّيَامُ نَجَاتُنَا
فَاللَّهُ أعْلَنَ نَيِّرَ الكَلِمَاتِ
"الصَّوْمُ لِيْ وَأنَا الذَّيْ أجْزِيْ بِهِ"
وَهُوَ الكَرِيْمُ يَجُوْدُ بِالنَّفَحَاتِ
يَا بَاغِيَ الشَّرِّ القَبِيْحِ خِصَالُهُ
احذَر خَبِيْثَ القَوْلِ والغِيْبَاتِ
قُمْ عَالِجَ النَّفْسَ السَّقِيْمَةَ بِالهُدَىٰ
{بِالفَتْحِ وَالفُرْقَانِ والحُجُرَاتِ}
رَطِّبْ لِسَانَكَ فِرَّ مِنْ لَدَغَاتِهِ
بِالحَمْدِ والتَّسْبِيْحِ ، والآيَاتِ
واحفَظْهُ مِنْ قَيْحِ النَّمِيْمَةِ والخَنَا
وَمِنْ المُجُوْنِ وَهَادِمِ الحَسَنَاتِ
أقبِح بِهِ مَنْ لَم يَصُمْ عَنْ حِقدِهِ!
وفَسَادِهِ ، مَنْ غَاصَ في الزَّلَّاتِ
رَمضَانُ هَلَّ بِلَيْلَةٍ خَيْرٍ لَنَا
مِنْ ألفِ شَهرٍ تَنشُرُ الرَّحَمَاتِ
بِالحُبِّ يُهْدِيْنَا كُنُوْزَ صَفَائِهِ
قَلبَاً وَضِيْئاً مُشرِقَ الغَايَاتِ
ويقُودُ دُنيَا المسلِمِيْنَ لِوِحدَةٍ
تَسَعُ الجَمِيْعَ .. تُلَمْلِمُ الأشتَاتِ
مِنْهُا النُّفُوْسُ تَوَضَئَتْ بِسِمَاحَةٍ
لِيَسُودَ حُبٌّ يَغمُرُ الجَنَبَاتِ
أُسُّ البَلاءِ البُغْضُ يَأكُلُ جَمْعَنَا
وَهَلاكُنَا فِيْ كَثرَةِ الرَّايَاتِ
المُسْلِمُوْنَ دَوَاؤُهُمْ فِيْ وِحْدَةٍ
وَشَرِيْعَةُ الرَّحْمَـٰنِ طَوْقُ نَجَاةِ
رَمضَانُ أقْبَلَ الجِنَانُ تَفَتَّحَتْ
يَا سَعْدَ عَبدٍ فَازَ بِالجَنَّاتِ!
--------------------------------
شعر / عبد الحافظ السيد
( #أشعار_عبدالحافظ_السيد )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق