رُدِّي قلبي...عَوِّدِي القَلبَ الجَفَا أو قَرِّبيهْ...
واقتُلي فيه الأسَى' أو أَعتِقِيهْ
واذبَحي تلك المُنَى' في قَسوَةٍ...
واستَبِيحي كلَّ حلمٍ عاش فِيهْ
واقصفي فيه عنَاءً صائِلَا...
كَم وكَم ناداكِ شَوقاً مِلْأَ فِيهْ
واجمَعِي شِعر الهوى في غَضبَةٍ...
واصعَدي فوق الربَى' ثم انثريهْ
وانزَعي مِن كل سَطرٍ قَولَةً...
أَحرقي أوراقَه ثم ادفِنِيه
واصطفِي مِن كُل نَهْجٍ رائِجٍ...
مِن وِصالٍ مَائِعٍ أو مِن ذَوِيه
واذكريني مِثل طيفٍ زائرٍ...
لَاح في بَيتٍ مِن الشِعرِ النَزِيه
كان حقاً ماثِلاً لا خافِيَاً...
في المَعاني قائماً لم تُخطِئِيه
في سطورِ القَولِ أو صمتَ الدجَى'...
مِثل لَحنٍ صادِحٍ لم تَسمَعِيهْ
لم أَعد أَهوَى' سَراباً هارِبا...
قد مَلَلْتُ العيشَ في وَهْمٍ و تِيهْ
لستُ أَبقَى' في سباقٍ راكبٍ...
كلَّ رِيحٍ أو سُكُونٍ أَمتَطِيه
سوف أَبقَى' دون حبٍ عابِثٍ...
يَسرِقُ الأيام كاللِّص الوَجِيه
يَحرِقُ الأعمار سهْوَاً هَازِئاً...
حين يَهْوِي باحثاً عَمَّن يَلِيه
ماالهَوَى' إلَّا ظُنونٌ قد نَمَت...
وارتَوَت مِن كل فِكْرٍ تَشتَهِيه
ثم طارت كَشِهابٍ مارِقٍ...
يَخطفُ الأنظارَ فِيما نَتَّقِيه
ثُمَّ ذابت عند ضَعفٍ فجأَةً...
قد بَدَا في موتِها زَيفُ الشَبيه
عَوِّدِي القلبَ النَّوَى' لا تَسأَليه...
عن تَبَارِيحِ الهوى أو وَدِّعِيه
إنما الأشواق طُهْرٌ عندما...
تَلْتَقي طُهْرَاً نَقِيَّاً تَجتَبيه
في نَسيمِ الليلِ زَخَّاتُ الصَفَا...
فاملَئي قَحطَ الثوَاني واحفَظيهْ...
واهجري قَفرَ السُرَى' في سَطوَةٍ...
واتركي رَيبَ الأماني واحذَرِيه
رُدِّي قلبا قد هَوَى' في سَهْوَةٍ...
واستطاب العيشَ فيما يَدَّعيه
إنّني أحرقتُ عهداً كاذباً...
فاتركي عهد الوَفا إن لم تَفِيه
ما سَلَاكِ القلبُ في حرفٍ ولَم...
لم يَكُن يرجو سوى أن تَعشَقيه .
عبدالله البنداري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق