أفَتّشُ في البهاء
قرأتُكِ أحْرفاً فصحتْ عُيوني
وفيكِ الشّعرُ أصبحَ من جنوني
نظرتُ إليكِ مُنبهراً طَموحاً
أفتّشُ في البهاءِ عن الفُــــنونِ
فأنتِ منَ اللّواتي كُنتُ أهْوى
وأنتِ النّورُ في كنَفِ الجُـــفون
ألا يا ربّة الأشــــعارِ جودي
وَعودي بالنّبوغِ إلى عــــــــيوني
فقلبي لا يرى قَمراً سِـــواك
وذهني قد تعثّرَ في ظُــــــنوني
وجَدتُكِ في هوى العُشّاقِ صُبحا
فهاجتْ أحْرُفي وجَعاً وبَوْحا
كأنّكِ في عيوني نورُ شمْسٍ
يشعّ بها الهُدى جَسـداً وروحــا
أفكّر فيكِ مُخْـــــترقاً ظُنوني
وأنتِ بِرُفقتي لَيْلاً وصُــــــبْحا
وإنّك لوْ نشرتِ النورَ فجْـراً
أغارَ على الدُّجى فازْدانَ نَفْحا
وفي لُقْياكِ تأخُذُني المعاني
فأطرحُ مــا يُنيرُ الذّهن طـــرْحا
دَفنتكِ أحْرُفاً في جَوْفِ قلبي
لأنّكِ في الهوى قدْ صِرْتِ حُبّي
أقبّلُ سِحْركِ الأخّاذَ فــقْهاً
وأسألُ في الهُدى توفـــــيقَ ربّي
لساني فيكِ يشْعرُ بانتـــــماءٍ
وعقْلي في هواكِ أزاحَ قلـــبي
أتيتُ إليكِ في خَطْوي حَثـــــيثاً
لأشعرَ أنَّ فاتِنَتــــي بِقُرْبي
وفي بَهْو البيانِ وجدتُ نظْمي
تدفّقَ ســيلهُ فاجْـــــتاحَ لُبّي
أنا ما كنتُ في لُغتــــي أسيرا
فحَرفُ الضّادِ قد تركَ الكثــيرا
مَشارِقهُ اسْـتنارَ بها الأعادي
فجابوا البحرَ واقْتحموا العسيرا
ومنْ لمْ يعْشقِ العلياءَ عِشقاً
تبخّرَ في الهوا فـــــــغدا زفيرا
وكـــمْ من أمّةٍ عزمتْ فقامتْ
وكان نهوضُها عملاً كبــــــيرا
كماءِ البحْر مرٌّ ثمّ يحْــــــــلو
بِفرْزِ الملْحِ إنْ سألوا الخـــبيرا
أتيتك طالباً يدكِ اقْتـرابا
لأصْنعَ منكِ في خَلدي الجوابا
أُسائلُ عنك نَظْمَكِ كلّ يوم
وأسأل عـــنك من قرأوا الكتابا
وأصرخُ في الحواضرِ والبوادي
وأنتظرُ الأقارِبَ والصّـحابا
وفي لُغَتي تلوّثتِ المعاني
فضلّ النّاسُ واتّبعوا السّــــــرابا
كأنّ مدارس الأوطانِ شاختْ
فجمّدت الطّفولةَ والشّـــــــبابا
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق