الخيطُ الرفيع
*********
تبسَّمَ ثغرُها وبدا وُلوعي
بفاتنةٍ كأنسامِ الرَّبيعِ
تُداعِبُ خُصْلةً كوِشاحِ ليلٍ
فَخَرَّ القلبُ كالصَّبِّ الصَّريعِ
عَزَمْتُ على فِرارٍ مِنهُ لكنْ
يُجادلني بشكٍّ في شُرُوعي
يقولُ : أنا الهوى وأنا التمنِّي
سَكِرتُ بخَمْرِها وهفا خُشُوعي
فأبصَرْتُ الغرامَ بصَوْلجانٍ
وحاشيةٍ تُدَنْدِنُ في رُبُوعي
عَجِبتُ من الهوى أيَّانَ يسري
وعُمْرُ لقائنا عُمْرُ الرَّضيعِ
قرأتُ بعينِها تَوراةَ شوقٍ
فهل قرأت مَدَى شوقِ المُطيعِ
ختمتُ بسِرِّها عِطرًا بقلبي
كهَمْسٍ ليس يُدْرَكُ بالسَّميعِ
لِعِلمِي أنني أحيا خيالاً
وأغلالاً كما السَّدِّ المَنيعِ
وأعرفُ واقِعًا لا عِشقَ فيهِ
وأمشي فوق ذا الخيطِ الرفيعِ
********
بقلم سمير حسن عويدات

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق