غَزَّة ، صَرْخَةُ الماوَراء ،،
ما بين قلبٍ غفا في همّهِ الوَجِلِ
وبين دمعٍ طفا في لاحِظِ المُقَلِ
تاهَ الشعورُ ونارُ الشوقِ تَشخَصُني
ترمي فؤادي بسهمِ الوجدِ والعِلَلِ
نامَ الهوى بين أشواقٍ ممزّقةٍ
فزارها الطيفُ في ثوبٍ لهُ سَمِلِ
فلا السكونُ ارتضى حُزني ولا أمَلي
ولا الزمانُ صفا من قسوةٍ جَلَلِ
تجثو الحروفُ على أشواقِها وجَعًا
وترتدي الصمتَ في مَكنونِها الخَجِلِ
والصمتُ في صدرِ ليلي باتَ يسألنُي
هل من شُعاعٍ يُداوي خافقَ الأجَلِ
كم ضاعَ صَوتِيَ في صحراءِ غُربَتِنا
وصارَ حلمي سرابًا ناعمَ الحِيَلِ
يا موطِنَ الحرفِ يا وجدي ويا أملي
أين الطريقُ إلى صَدرٍ بلا ثِقَلِ
يمشي القَصيدُ على أوجاعِنا وهِنًا
كأنه الطيفُ مَسبيّاً على مَهَلِ
يا ليلَ غُربَتِنا كم طالَ منكَ أذىً
كم نالنا من أسى الأيامِ كالهَطِلِ
والروحُ في دهشةِ الأشواقِ ما برِحَتْ
تشكو التّبعثرَ بينَ اليأسِ والوَهَلِ
يا ليتَ قلبيَ ما ذاقَ الهوى سُهُدَاً
ولا مشى فوقَ جمرِ البُعدِ والمَلَلِ
يبدو الحنينُ على أطرافِ ذاكرتي
كأنّه الطيفُ يسري دونَ مرتحَلِ
كم ضاعَ حلمي على أعتابِ أسئلةٍ
لم تُسعفِ الصبرَ في تَوقٍ ولا جدَلِ
قد كنتُ أرجو من الدنيا ملاطفةً
فأُنبِتَ الدربُ بالأشواكِ والخللِ
مضى الزمانُ وما زلنا على عطشٍ
نُصغي لأحلامِنا في موكبِ الأجَلِ
وغزّةُ اليومَ في نيرانها احترقت
وتَذرفُ الروحَ في جفنِ الأسى الوَجِلِ
تُكابدُ القهرَ في صمتٍ وفي أملٍ
وتحملُ الصبرَ والأحزانَ كالجبَلِ
تُقاومُ الموتَ بالأرواحِ ما وهنتْ
كأنّها العِزُّ ما داناهُ من خَطَلِ
كم ذا سَهرنا ونجمُ الليلِ يسألُنا
متى نفيقُ على وعدٍ من الأملِ
نجترُّ جرحًا بنبضِ الصبرِ نُخمدُه
لكنَّهُ جَذوةٌ في جوفِنا الجذَلِ
والدهرُ يمضي بنا لم يُبقِ أُمنيةً
ويَزرعُ الشكَّ في دربِ المُنى الأَزَلي
يا أمَّةَ الحقِّ هل في القلبِ من أملِ
أم ضاعَ مجدُكِ في أهواءِ مُرتَحِلِ
فيا إلهي بحقِّ المصطفى فَرَجاً
لأهلِها فرّجِ الأهوالَ في عَجَلِ
وارفعْ عن الطفلِ آهاتٍ تؤرّقهُ
وخُذْ بِكَفِّ مغوارٍ كَمٍ بَطَلِ
وغزّةُ النورِ رُغمَ الجُرحِ شامخةٌ
كأنها الليثُ ما داناهُ مِنْ كَلَلِ
مَدّتْ يديها لربِّ العرشِ خاشعةً
فانشقَّ فجرٌ بأحلامٍ منَ الأزلِ
فهل لليلِ وإن طالَ المدى قَبَسٌ
يُضيءُ درباً غَدا كالغَيهَبِ الوَحِلِ
وَيُزهِرُ الفجرُ إن طالَ الدُجى أمدًا
وتُبعَثُ الأرضُ بعدَ القهرِ والأجلِ
وسوفَ ينهضُ من جُرحِ الأسى أمَلٌ
كأنهُ البدرُ في دَربِ الدُّجى الهُجُلِ
فاصبرْ كصبْرِ حماةِ العِزِّ إنَّ لهُم
وعدًا من اللهِ رَبِّ العرشِ والرُسُلِ
يوسف جواد ،،

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق