(الطريق )
زالَ القناعُ يعرّي تلكمُ الدُّولا
إبليسُ يسترُ وجهَ الغدرِ مختجلا
تاريخُهمْ إذ يعيدُ اليومَ ساستُه
أحقادَ شركٍ هوى من غيِّهِ وجِلا
يدعونَ رأساً لأمريكا لهم سنداً
معبودُهمْ وهنُهمْ يُعلونَهُ هُبَلا
تاريخُهمْ إذ يعيدُ الأمسَ يوقظُنا
يحكي لنا اليومَ والأزمانَ والأزلا
أحفادُ خيبرَ ساموا الناسَ خسفَهمُ
والظلمُ يخطرُ في قدسٍ بكربِ بلا
أين الطريقُ إلى قدسِ الجليلِ وكم
في عسقلانَ ترى جوعاً ملا سُبُلا
إنْ كنتَ تسألُ عن أهلٍ فيا عجباً
أشلاءُ غزّةَ تُنبيكمْ بما حصلا
قومٌ سعَوْا وإلهُ الكونِ غايتُهمْ
كفراً بجبتٍ وطاغوتٍ بغى و صلى
لبَّوْا نداءَهُمُ فاضَتْ دماؤُهُمُ
حبلُ الودادِ بربِّ العرشِ قد وُصِلا
باعوا الإلهَ نفوساً تستنيرُ بهِ
كفاهُمُ اللهُ إذ نالوا به الأملا
شبابُهمْ تخجلُ الأقمارُ حين ترى
أنوارَهمْ في الدجى تكسوهُمُ حُلَلا
تغيبُ تغبطُ غَيرَى ثلّةً ثبتُوا
تدعو الإله يُزكّي ذلكَ العملا
أمّا الرجالُ فكم في الساحِ مصرعُهمْ
يوحي المهابةَ والإجلالَ والأملا
هذا صنيعُهمُ للعزّ مكرمةٌ
لله درُّهمُ إذ أصبحوا مثلا
يا أمّةَ العُربِ قومي غيرَ واهنةٍ
غربٌ وشرقٌ وحكّامٌ من العُمَلا
ماذا نقولُ أمامَ اللهِ ياعَرَباً
والصمتُ يقتلُ أطفالاً وأيّ بلا
إسلامُنا دينُنا قرآنُنا ثِقَلٌ
ستندمونَ إذا عن ذلكمْ سألا
إمّا مع الحقِّ يرقى نورُه صعداً
أو يرتمي في مهاوي العارِ معتللا
لم يتركِ الشرُّ نوراً يُستضاءُ به
طفلاً يُقتِّلُ شيخاً نسوةً رجلا
أمَا ترونَ سيوفَ الشركِ مشرعةً
تحمي أئمّةَ غدرٍ قتّلوا الرُّسُلا
يا أمّة المصطفى قومي ملبّيةً
أصداءَ غزّةَ هيّا واتركي المِلَلا
لا تكثري الشجبَ والتنديدَ رافضةً
فالقدسُ تدعو كفاكُمْ حسبكمْ خجلا
أطفالُ غزّةَ يومَ العرضِ خصمُكُمُ
إذ تُسأَلونَ فهل أعددتُمُ حِيَلا
احموا فلسطينَ تحميكمْ تشفّعْكُمْ
وادعوا إلى الحقّ يغفرْ ذنبكَمْ جُمَلا
وأمطروهمْ رصاصَ اللهِ ينسفُهمْ
سجّيلُ تأخذُهمْ للنارِ مُرتَحلا
هذا الطريقُ ولا دربٌ سواهُ ألا
كونوا معَ اللهِ يجعلْ دربَكمْ ذُلَلا
د غياث حمدي كركة
سورية دمشق

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق