الجمعة، 25 يوليو 2025

الشاعر...محمد عصام علُّوش


 ما أصعبَ الشِّعرَ في نزْفِ الشَّرايينِ


والقولُ مُحتجَزٌ بين الزَّنازينِ


 


فرَّتْ حروفُ هجاءٍ من دفاترِنا


كانت تُداوي تباريحًا لمحزون


 


أوْدَتْ ضمائرُنا. في الجُبِّ قد وُئِدتْ


مَنْ ذا يُعيدُ لها فوْحَ الرَّياحينِ


 


فهذه غزَّ/ةٌ تُشوَى بنارِ لظى


في كلِّ يَوْمٍ ضحايا دون تدوينِ


 


والجوعُ أرهقَ أطفالًا. بكاؤُهُمُ


يُقطِّعُ القلبَ تقطيعَ السَّكاكينِ


 


هياكِلًا أصبحوا من غيرِ ما أمَلٍ


يُراودُ النَّفسَ بين الحِينِ والحِينِ


 


والجوعُ كافرُ فيه الطَّحنُ مثلُ رحًى


لا ترحَمُ الحَبَّ أوْ تَعبا بمطحونِ


 


ونحنُ في تُخمةٍ نشكو مطاعمَنا


قد أرهقتْنا بسُقْمٍ غيرِ مأمونِ


 


نُصوِّرُ الأكلَ في حِلًّ وُمُرتحَلٍ


ونعرضُ الأكلَ في شَتَّى الأفانينِ


 


أين الأخوَّةُ والأرحامُ تجمعُنا


أين الأواصرُ تَقْوى بالبراهِين؟ِ


 


مجاعةٌ ما رأى التَّاريخُ مُشبِهَها


في عهدِ هِتْلِرَ أو في عهْدِ نَيْرونِ


 


هذا الحصارُ حصارٌ جائرٌ وَسِخٌ


يُبيدُ شعبًا بأطماعٍ لصُهْـ/يونِ


 


هو التَّسَلُّطُ والإجرامُ في دمِهمْ


هو التَّآمرُ من فِعْلِ الشَّياطينِ


 


والعُرْبُ كلٌّ يَسوقُ العجزَ مُعْتذِرًا


ما كان في العُذْرِ إلَّا وهْمُ تَسكينِ


 


فما سمعنا لهمْ شجْبًا بجامعةٍ 


ولا رأينا لهُمْ عوْنًا لمِسكينِ


 


أليس للجارِ حَقٌّ في معاجمهمْ


أليس للأخِ وَزْنٌ في الملايينِ


 


"لِمثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ"


على المروءةِ والإسلامِ والدِّينِ


 


واللهُ مُطَّلِعٌ يدري سَرائِرِنا


وأمرُهُ نافذٌ بالكافِ والنُّونِ.


 


محمد عصام علُّوش


 


29/محرم/1447هـ 24/تموز/2025م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق