من وحي القادسية ..
الجزء الاول ..1
للأستاذ الشاعر بديع المعلم ....
أشرق اﻹسلام من صحرائه
فسما كالفجر لما ابتسما
وسرى للفتح من عليائه
ودّ لو يفتح تلك اﻷنجما
أمة سارت على هَدْي النبي
مجدها في راحة الخلد امتلاء
حملت للأرض روح الكوكبِ
ولها تفتح أبواب السماء
أمة تقبس منها اﻷمم
سنن العدل ودستور السماء
كل سفر سجلتْه العظمُ
فلتسل عنها بلاط الشهداء
حيث أضحى علم اﻹسلام خافق
كل قطر نال أسمى قبسِ
حمل الراية للمغرب ( طارق)
ومضى للفتح لوﻻ (اﻷطلسي)
أمة يعفو لها هام الوجود
تهتدي اﻷكوان من أضوائها
رفعت في الفتح رايات الخلود
تقبس الجنات من صحرائها
أي روح بثها فيها (محمد)
فاستفاقت أمم من حلم ؟!
شاد للحق مناراً فتوطد
وهي كانت تنحني للصنم
يوم بدر يوم عيد القادسية
خفقت زغرودة في اﻷنجم
وعين جالوت نشيد العبقرية
ينحني للنصر كل القمم
كالشموس الزهر هزت موكبا
فاشرأبت أعين اﻷندلس
لم تلد للزحف إﻻ كوكبا
فهو للهيجاء عين البيهسِ
ليت شعري كيف آلت ﻻنقسام
أمة دانت لها كل الدول !؟
ضمتِ الشهب على الصدور وسام
حين حيتها المعالي بالقُبلْ
حطمت كسرى وثلت قيصرا
وهوى اﻷيوان ذعرا فانصدع
ﻻ كنوداً عزّ ﻻ مستكبرا
مذ سرى صوت بلال وارتفع
ريع كسرى حنقاً و اضطربا
قائلا من هز سمر القضيب
ما عرفنا قبلُ هذي العربا
غير بدوٍ أغرموا بالسلب
أمة لم تنتهج روح النظام
هجعت نكراء في أرض الجريرة
فلها الغزو وثارات الخصام
كيف صارت بعد دجن مستنيرة؟
أهم البدو وأبناء اﻻبل
يبتغون اليوم تقويض الحضاره؟
فغداً لن يحصدوا غير الفشل
فلنا في اﻷرض أسباب اﻻمارة
نحن من ساد ومن شاد الطباق
أي شعب في الدنى يشبه فارس؟
فلنا في المجد ميدان السباق
نحن أنبتنا على الخيل الفوارس
فاوضوا العرب وقالوا ﻻتغيروا
فعسى تؤد أسباب الحروب
إن أبوا صلحاً فاللهيجاء سيروا
ولنا النصر على كل الشعوب
حشدوا للعرب عرشا و سرادق
وعلى السجاد تزدان اللآلي
من دمقس يخطف اﻷبصار بارق
رصعته الدرر الغرُّ الغوالي
مظهر يبهر كالسحر العيون
زخرف من روعة ﻻ يوصف
ما وعاه ناظر عبر السنينُ
تحف يقصر عنها المتحفُ
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق