نقش على جبين القمر
قصيدة من البسيط .. و القافية من المتراكب
سما ليلحقَ بالعليــاءِ فاتَّصــلا
.......................و جاوزَ الشمسَ حيـنًا .. وارتقى زُحَـلا
سعــتْ بــه للعلى أنداءُ قافيةٍ
.......................حتى إذا سابقته النـيراتُ .. عـــــــــــلا
كم داعَبـتْهُ نسيماتُ الضحى فمـضى
......................شوقـًا، يُضاحكَ أزهـارَ الرُّبـا خجِـــلا
معانقـًا في الـدُّجى لألاءَ نيـِّرةٍ
....................والعتمُ كحَّـلَ جــفنَ الأفـقِ .. فاكتحــلا
يمشي .. تحـفُّ بهِ مـنْ كلِّ فـاتنةٍ
......................مَشيَ الغويِّ .. إذا داعبْنـَهُ ثمــلا
يرشُفنَ منهُ سلافـًا وحيَ ســاحرةٍ
....................أهدتْ له من معـينِ الحـرفِ ماغَفَلا
قد حمَّلته المعــالي كلَّ غـاليـــةٍ
...................وكم تناثرَ ما قـد حازَ أو حَمـــــــــلا
حازَ الهـوى .. والمعاني الغـرَّ ممـلكةً
...................والحبَّ والوحيَ والإلهــامَ والأمـَلا
دوحٌ .. ترنَّحَ من سكرٍ وقـد هتـفتْ
..................له القـوافيَ : هاكَ الحرفَ .. فاعتدلا
نشـوانَ يشـربُ من زقِّ ومن ألـق
....................يعـبُّ من خمرةِ الحرفِ الـذي ثمـلا
....................
يعـالجُ الحـرفَ و الأفكار تائهة
....................فـان أطلـَّـت على وجـدانـه اخــتزلا
يجلو الغبارَ عليها و هي غافلة
...................فان أفاقتْ .. أضافَ الخمرَ والعَسَلا
حتى اذا روَّض المعـنى و أخرَجَهـا
..................ريــانةً.. ذهبـتْ أبياتـُها مثــــــــــلا
رسَـتْ به شاطئ الوجدانِ مهجتهُ
....................تمضي الى عالمٍ مــدَّت به السُبـلا
يغفـو على لجـّـةِ الأشـواقِ أغنيةً
....................يُغالـبُ الـوجدَ بالحلمِ الذي اكتَمـلا
يُغالـِبُ النفسَ حينًا في تـواضُعِهِ
....................فكلَّما صعدتْ نحو العلى .. نـزلا
....
يُعطي ويوصِلُ كـنزًا من فرائـدِهِ
....................وللمعاليَ .. ما أعطى .وما وصلا
أعطى البلاغَةَ سفـراً .. والبيانَ رؤىً
...................و النثرَ ريحانةً .. و الشعرَ كاسَ طلى
فأسكرَ الفـكرَ من صهباءِ قافيـةٍ
.................ومتـّعَ العقــلَ والآذانَ والمُقــــــــــلا
وربَّ ســوسـنةٍ في الروضِ تسألُه
..................أليسَ يعصـرُ راحَ الحرفِ ؟ قـال بلى
سرتْ بــه في الليالي الـدُّهم هِمته
...................يسعى الى قـدرٍ .. نحـو العلى وصـلا
إيمانُه بالقوافي بعضُ شـرعتـهِ
...................لكـــنَّها أصبحتْ في شـرعِـهِ نِحــلا
و جالَ في طـرقِ الإلهامِ منتشيا
..................ليستحمَّ ينـورِ الفـــكرِ ، إذ كمـــــــلا
غـافٍ عــلى سُـدَّةِ التاريـخِ متكئًا
...................عصا الزمانِ .. ليسعى فيـه مُنتقــلا
.............
يتيهُ فـوقَ المعاني وهي غافيــةٌ
....................بـينَ الحـروفِ إذاما أوقِظتْ .. صقـلا
سفينـةً في خِضـمِّ المَـوجِ عانقَهـا
....................هُـوج الريـاحِ .. ولولا الوجد لن تصلا
حـتى إذا بلـغتْ شطـآنَ قافيــــةٍ
....................أرسى قواعدَها .. واسـتنبطَ العـِــــللا
في غَيهبٍ من معينِ الشعرِ ضمخها
.....................نـدى القوافي .. فأغنى العـارضَ الهطلا
.............
تَعـلو الى شاهقٍ - في الحق - همتـُهُ
..................إلا إلى بـاطلٍ .. إمّـا دعــاه.. فــــلا
يصوغ بالحـرفِ عقـدًا من لآلِئه
...................ومـن ثغـورِ العـذارى .. نمـَّقَ الجُملا
حـتى اذا استـُنفِرَت أسبابُها .. ضُبـطت
..................أبيـاتُها صوراً .. واستُكمِلت .. عقــلا
فان بكى حـرقةً من دهـرِه ضحِكـت
...................لـه القـوافي .. فصاغَ العِقـدَ .. و ارتجـلا
هـذا الـذي دوَّخ الدنيـا بقافيـةٍ
....................فـكيفَ تُنــكرُه يومــًا .. إذا رحـــــــــلا
.............
اللاذقية آب 2007
خالد ع . خبازة
s
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق