يا أيكُ أينَ البلبُلُ الشَّادِي غَدى
و النَّارُ تَلتَهِمُ البلادَ على المَدى
يا أيكُ أَشعلتَ القلوبَ فَهل دَرى
شادِيكَ أنَّ الصَّوتَ يرجعُ بالصَّدى
أم أنَّهُ قد غير الألحانَ مِنْ
شادٍ إلى شاجٍ و يَبكِي إنْ شَدى
مرباكَ قدْ أضحى رماداً بالدُّجى
تَرعى بهِ الجِرذانُ تَنعَمُ بالرَّدى
و الغَابةُ الخَضراء غابَ بساطُهَا
عَن أعينِ الأحبابِ عن قَطرِ النَّدى
أمُّ الفَقيرِ حَصيرهُ و ملاذهُ
و سلاحهُ و لباسهُ منهَا ارتدى
أمُّ الطَّبيعَةِ ودَّعتْ أحفادَهَا
و اليوم تلبسُ للحدادِ الأسودَ
فالنَّارُ تَلتَهمُ العقولَ و أهلَهَا
إذ غابَ عَنْ أهلِ النُّهى منهَا الهُدى
منصور عيسى الخضر
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق